المقاربة الجزائرية في بناء السلم والأمن في إفريقيا

Abstract

ملخص المذكرة

تعالج هذه الدراسة، المقاربة الأمنية التي تعتمدها الجزائر في التعامل الخارجي وخاصة اتجاه إفريقيا، منذ الاستقلال وإلى يومنا هذا، وترتكز اساسا مبادئها الثورية التي تتماشى مع مبادئ الشرعية الدولية والتي تنص على سيادة الدول، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وحق الشعوب في تقرير المصير، كما تستند على مبدأ حقوق الإنسان في الحياة والعيش الكريم. وتنقسم الدراسة إلى قسمين رئيسيين هما الجانب النظري للمقاربات الأمنية، المستحدثة في مجال الدراسات الأمنية المعاصرةوالتي تتبناها المدارس المرموقة في دراسة الأمن مثل: مدرسة باريس، وكوبنهاغن وإبريستويث. وتطرقت عناصر هذه الدراسة أيضا إلى مختلف مفاهيم الأمن وقطاعاته ومستوياته ورأينا كيف أن الأمن انتقل في مفاهيمه الحديثة توسعا وعمقا ومن التركيز على القطاع العسكري بحكم فترة الحربين العالميتين والحرب الباردة إلى القطاع الإنساني الذي بات ملحا اليوم أكثر من أي وقت مع بروز تهديدات وتحديات أمنية جديدة على الساحة الدولية كظاهرة الإرهاب الدولي الذي لا يعترف بالحدود وأصبح عدد ضحاياه وخسائره يفوق ما خلفته الحروب حتى الآن. أما القسم الثاني فكان مخصصا إلى المقاربة الأمنية الجزائرية اتجاه جوارها الإقليمي الحيوي الإفريقي. هذه المقاربة التي لم يطرأ عليها أي تتغير منذ استقلال الدولة الجزائرية، بالرغم من دخول الجزائر منعرجا خطيرا كاد يعصف بكيانا، فاستحدثت استراتيجيات تكتيكية وآليات لمكافحة ظاهرة الإرهاب والتي تحكمت فيها الى حد كبير وباتت اليوم محط أنظار العالم الإرهاب بهذه التجربة الفريدة. وهذا تصنع الجزائر التميز دائما. لأكن تبقى الجزائر تبذل المجهود تلو المجهود في سبيل أمنها بالرغم من الضغوط الخارجية من القوى العظمى التي تعمل دائما بمنطق الواقعية في السياسة الخارجية وعليه وجب على الجزائر أن تعيد النظر في مسألة المبادئ