الأغنية النسوية الأمازيغية لالة شريفة نموذجا

Abstract

تعتبر الأغنية النسوية القبائلية مرآة عاكسة لواقع المرأة في المجتمع القبائلي ،فهي تترجم مختلف القضايا المتعلقة بالمرأة ،كجمال المرأة ومكانتها في المجتمع ،محن المرأة والفضاءات الخاصة بها. لقد تعرضت الأغنية النسوية القبائلية لتصوير جمال المرأة القبائلية ،حيث شبهت المرأة في هذه النصوص بأروع ما في الكون من كائنات و مخلوقات و موجودات ترمز للجمال . إذ شبهت المرأة بالطير ،الحجلة ،اللبوءة ،كما شبهت أيضا بأروع الموجودات كالشمس والقمر والورد ،الرامزة للجمال الطبيعي . كما تطرقت الأغنية النسوية لذكر محاسن المرأة القبائلية و المتمثلة في العيون الكبيرة السوداء ،الحاجب الطويل،بياض البشرة الناصع ،طول القامة والشعر . كما تعرضت الأغنية النسوية القبائلية لوسائل تجميل المرأة المتمثلة في اللباس القبائلي التقليدي للمرأة ،واللباس العصري كالسروال . كما تطرقت هذه النصوص لحلي المرأة القبائلية و الذي يستعمل لمضاعفة جمال المرأة كالخلخال والإبزيم، وتطرقت الأغنية النسوية أيضا لذكر وسائل زينة المرأة القبائلية كالحول مثال الذي يزيد من جمال العين - . لقد صورت الأغنية النسوية القبائلية وضعية ومكانة المرأة القبائلية المرموقة و دورها في المجتمع القبائلي ،إذ يظهر لنا دور المرأة التقليدي مع النصوص القديمة التي تعود إلى الخمسينات ،وهذا الدور التقليدي للمرأة يرتبط بالطبيعة والخلاء فهذا الفضاء تزاول فيه المرأة القبائلية مختلف الأعمال الفلاحية من زرع و حصاد وجني الثمار في مواسمها ورعي الماشية ،كما تعرضت الأغنية النسوية لذكر أعمال البيت المختلفة اللصيقة بالمرأة كطحن الحبوب والحياكة ،تربية األبناء تربية حسنة . كما أظهرت الأغنية النسوية القبائلية قيمة المرأة إذ وصفتها بالعفيفة والمتمسكة باألصول والمحافظة على شرفها وعزتها وحرمتها ،فرغم تغير الزمان فالمرأة القبائلية بقيت صامدة أمام ذلك. كما أبرزت الأغنية النسوية القبائلية دور المرأة المتعلمة و العاملة و ذلك مع النصوص الحديثة التي تعود إلى السبعينات أين بدأت المرأة تظهر في عالم التعليم والعمل . وهذا ما يبين لنا مواكبة الأغنية النسوية لتطورات العصر ،فقديما صورت دور المرأة التقليدي المتقوقع بين أعمال البيت و أشغال الخلاء ،ثم حديثا تعرضت لدور المرأة المتعلمة والعاملة وذلك بتفتح المجتمع القبائلي على تطورات العصر - . تعرضت الأغنية النسوية القبائلية لتصوير محن و معاناة المرأة القبائلية ،فأغلب المغنيات جعلن من الأغنية وسيلة للتعبير عن محنهن و معاناتهن للتخفيف عن أنفسهن ،فلقد كانت الأغنية النسوية مرآة عاكسة لوضعية المرأة المزرية ومأساتها بشتى ألوانها ،كالفقر التأرمل هجرة الزوج ،مرارة الغربة،سوء الحظ ،خيانة الزوج ،مشاقة المهام اللصيقة بالمرأة تفضيل الذكر عن الأنثى ،العقم،الطلاق ،معاناة المرأة المتزوجة في بيتها الزوجي . وغيرها من المحن التي سببت تعاسة المرأة القبائلية ،فكل ذلك نجده في طيات الأغنية النسوة القبائلية - . تطرقت الأغنية النسوية القبائلية لفضاءات المرأة والمتمثلة في الفضاء التقليدي والذي يتجسد في البيت فهو فضاء مرادف لمختلف أعمال المرأة المنزلية من تنظيف و تحظير وجبات الطعام وتربية الوالد والحياكة ، وغيرها من العمال المنزلية ،أما الخلاء وهو فضاء تزاول فيه لمرأة مختلف العمال الفلاحية من زرع وحصاد وجني الثمار ورعي الدواب ، أما النبع أو الواد فتقصده المرأة كل يوم للتزويد بالمياه وغسل الثياب ،أما حفلات الأعراس أو " اورار " فهو فضاء للفرح والرقص والغناء . أما الفضاء الحديث للمرأة القبائلية فيتجلى في فضاء المدرسة والعمل فمع تفتح المجتمع القبائلي على مستجدات العصر، إقتحمت المرأة العالم الخارجي الذي كان حكرا على الرجل.