التجربة الزراعية بوادي سوف

Abstract

تحتل منطقة الوادي الريادة على المستوى الوطني في مجال إنتاج محصول البطاطا الذي حقق خلال السنوات الأخيرة وفرة كبيرة ترجع إلى عاملين أساسيين هما وفرة مياه السقي وسهولة استغلال مياه الطبقة السطحية من جهة وتوفر الدعم الحكومي لاقتناء عوامل الإنتاج كالأسمدة،هذه الأخيرة كان لها الأثر الواضح على مردودية ونوعية الإنتاج حيث تحتل الزراعة مكانة هامة في وادي سوف لعدة أسباب منها ما هو وجداني كارتباط سكان المنطقة الروحي بالشجرة المباركة (النخلة) أولى زراعات المنطقة وأهمها ومنها ما هو استهلاك كالخضر بأنواعها عموما والبطاطس خصوصا فكثرة استهلاكها وحيوية أسواقها شجع على انتشار زراعتها , كما ساهمت قوة الإنتاج في جعل المنطقة سوقا مفتوحا يصل اشعاعه من عمق الصحراء الى الساحل الجزائري وكذا تصديره للخارج معتمدا في ذلك على قوة انتاجه وجودة سلعه كما تحمل منطقة وادي سوف أفاقا واعدة في مجال الزراعة فالتطورات السابقة والمؤشرات الحالية تنبؤ بمزيد من التقدم والتطور في القطاع الفلاحي والتحول من الانتاج الزراعي الى الإنتاج الغذائي الصناعي وكشف الغطاء عن إمكانيات المنطقة الصحراوية التي يراها الكثير مجرد خزان للمواد الطاقوية "البترول – الغاز" أو هي مناطق للسياحة واستجمام وهي نظرة إيجابية ، ونحاول من خلال هذه الدراسة إبراز أصحاب النظرة السلبية حول الصحراء فهم يرونها مكان للقسوة والشدة والفقر وقلة الإمكانيات وصعوبة الحياة في حين أن نظرتنا للصحراء تختلف تماما فنحن نراها مستقبل الجزائر وخزانها الذي ينضب فالصحراء إن وجدت الاهتمام أعطت كنوزا وعجائب في كل المجالات كما تعتبر الزراعة من اهم مصادر الدخل الرئيسية لسكان المنطقة ، وتبقى الثروة المائية هي الحافز المشجع على الاستيطان وممارسة كل النشاطات الاقتصادية خاصة الزراعة . وأهم مايميز المنطقة هو المظهر الفلاحي قديما وحديثا الذي تركت خصائص المنطقة الطبيعية والمناخية بصمتها عليه ،فالنظام الزراعي قديما قلب الطرق الزراعية المعروفة فبدل جلب الماء لري المزروعات قام الفلاح بالزرع لتقريب المزروعات من السماط المائي السطحي وعرف هذا النظام محليا بـ "الغوط . بالنظر لتزايد مشاكل القطاع الفلاحي في وادي سوف نجد ميزة فريدة ونادرة في سكان المنطقة تتمثل في القدرة على التأقلم واقتراح الحلول مع كل وضع جديد ، فنرى تغيرا جذريا في النظام الزراعي وتحول من انزال المزروعات الى مستوى الماء الى الصعود بها الى السطح واستغلالها في نظام زراعي جديد عرف بـ "التطور التكنولوجي في السقي واستخدام المضخات للري في القطاع الفلاحي الجديد الذي أخذ بعين الاعتبار مشاكل القطاع القديم ، واهتم بوجود مراكز الحياة لتسهيل مهمة تسويق المنتوج، وكذلك قربه من المنشآت القاعدية طرق ، دروب، شبكة الكهرباء ووفرة الهياكل الخدماتية إدارات، بنوك.