Dépôt DSpace/Manakin

Parcourir جماليات par sujet "لا شك أن إدوارد سعيد هو أكبر منظري الاستشراق المعاصرين، ولاشك أن كتابه الاستشراق يعد أهم كتاب تناول حقيقة المؤسسة الاستشراقية، وهو كتاب توصّل من خلاله صاحبه إلى نتيجة مهمــــــــة مفــــــادها أن "الشرق" هو من اختراع الغرب، وأن هذا الشـــــرق المتخيّل سلبي وفوضوي وبدون منطق. وبعبـــارات أخرى، ينتهي سعيد إلى أنه لا يوجد واقع شرقي مماثل لواقع المستشرقين. ومع أن الكتاب نال شهرة كبيرة ، إلا أنه تعرض لانتقادات عدّة ، وبعض النقاد يرى أن إدوارد سعيد، رغم أنه أشار إلى أن الشــــرق كان متصوّرا ومصوّرا كامـــرأة مقهورة ومهيمن عليها، إلا أنه أهمل دراسة النساء الشرقيات، وأهمل دور الجنس في مسار الاستشراق، وذلك راجع إلى كونه لم يلق نظــــرة على الفــــــن البصــــري الاستشراقي، أي على فن الرســم والتصوير اللوني والفوتوغرافي والسينمائي، وهو الفـــــــن الذي كان له تأثير كبيــــر على كتابات العديد من الكتاب والأدباء كآسيا جبار وغيرها. كانت المرأة، أو النساء، من بين جميع مواضيع التصوير الاستشراقي، الموضوع الأكثر اهتماما وشعبية وجذبا للفنـــــــانين المستشرقين، وكان الفنانون يهتمون برسم المرأة داخل بيتها على وجــــــــه الخصوص، على الرغم من أن هذا البيت كان محرّما على الرجال الغرباء والأجانب، ما يعني أن الفنـــــــــانين كانوا يطلقون العنان لمخيّلتهـــــــم في تصوير هذا المكان المليء بالأسرار والمختفي عن الأنظار. وفي هذا العالم النسائي اللامرئي صوّرت النســـــــــاء، في العرض البصري للفــــــــن الاستشراقي، مستلقيـــــــات، حالمــــات، ملتزمــــات الصمت، ولا تبذلن أي مجهود. بالإضافة إلى ذلك عمل الفنانون على إبراز مفاتن النساء، وهن في بيوتهــــــــن أو أثناء استحمامهن، على الرغم من أن عالم المرأة الشرقية أو المسلمة لم يكن عــــــالما يمكن النفاذ إليه، فما بالك إذا كان الأمر يتعلق بعرض جسدها للناظرين. وفي نظر بعض المفكرين فإن هذا الاهتمام بعرض جسد النساء المسلمات الشرقيات يرجع إلى كون عـــــري المرأة كان موضوعا شائعـــا وشعبيا في أوربا، لكن بينما كان جسد المرأة الأوربية المكشوف يشير ويرمز إلى الخصوبـــــة، كان جسد الشرقية يرمــــــــز إلى اللذّة أي موضوعا إيروسيا. هذا، وبما أن الكثير من الفنانين المستشرقين زاروا الجزائر واهتموا بموضوع المرأة فإننا رأينا أن نفرد بحثنا للنساء الجزائريات في الفن البصري الاستشراقي (من رسم وتصوير فوتوغرافي وسينما)، وسنركز فيه على بعض الأعمال المشهور مثل لوحة نساء الجزائر التي تعــــدّ واحدة من الأعمــــــال الاستشراقية الأكثـــر شهــــــرة . والهدف الذي سنسعى إليه هو المقارنة بين المرئي واللامرئي، وبين الواقعي والمتخيل في الفن البصري الاستشراقي للتعرف على طموحات الفنان الاستشراقي الذي نقل إلى الخيال الغربي صورة شرق متخيّل، بعيدا عن كل الاعتبارات الأخلاقية والجمالية السائدة. هذا، وأما الإشكالية التي سنحــــــاول الإجابة عليهــــا فهي: لماذا تمحور الفـــــــن البصري الاستشراقي حول المرأة ، ولماذا سعى إلى تشكيل صورة مناقضة لهاَ؟"

Parcourir جماليات par sujet "لا شك أن إدوارد سعيد هو أكبر منظري الاستشراق المعاصرين، ولاشك أن كتابه الاستشراق يعد أهم كتاب تناول حقيقة المؤسسة الاستشراقية، وهو كتاب توصّل من خلاله صاحبه إلى نتيجة مهمــــــــة مفــــــادها أن "الشرق" هو من اختراع الغرب، وأن هذا الشـــــرق المتخيّل سلبي وفوضوي وبدون منطق. وبعبـــارات أخرى، ينتهي سعيد إلى أنه لا يوجد واقع شرقي مماثل لواقع المستشرقين. ومع أن الكتاب نال شهرة كبيرة ، إلا أنه تعرض لانتقادات عدّة ، وبعض النقاد يرى أن إدوارد سعيد، رغم أنه أشار إلى أن الشــــرق كان متصوّرا ومصوّرا كامـــرأة مقهورة ومهيمن عليها، إلا أنه أهمل دراسة النساء الشرقيات، وأهمل دور الجنس في مسار الاستشراق، وذلك راجع إلى كونه لم يلق نظــــرة على الفــــــن البصــــري الاستشراقي، أي على فن الرســم والتصوير اللوني والفوتوغرافي والسينمائي، وهو الفـــــــن الذي كان له تأثير كبيــــر على كتابات العديد من الكتاب والأدباء كآسيا جبار وغيرها. كانت المرأة، أو النساء، من بين جميع مواضيع التصوير الاستشراقي، الموضوع الأكثر اهتماما وشعبية وجذبا للفنـــــــانين المستشرقين، وكان الفنانون يهتمون برسم المرأة داخل بيتها على وجــــــــه الخصوص، على الرغم من أن هذا البيت كان محرّما على الرجال الغرباء والأجانب، ما يعني أن الفنـــــــــانين كانوا يطلقون العنان لمخيّلتهـــــــم في تصوير هذا المكان المليء بالأسرار والمختفي عن الأنظار. وفي هذا العالم النسائي اللامرئي صوّرت النســـــــــاء، في العرض البصري للفــــــــن الاستشراقي، مستلقيـــــــات، حالمــــات، ملتزمــــات الصمت، ولا تبذلن أي مجهود. بالإضافة إلى ذلك عمل الفنانون على إبراز مفاتن النساء، وهن في بيوتهــــــــن أو أثناء استحمامهن، على الرغم من أن عالم المرأة الشرقية أو المسلمة لم يكن عــــــالما يمكن النفاذ إليه، فما بالك إذا كان الأمر يتعلق بعرض جسدها للناظرين. وفي نظر بعض المفكرين فإن هذا الاهتمام بعرض جسد النساء المسلمات الشرقيات يرجع إلى كون عـــــري المرأة كان موضوعا شائعـــا وشعبيا في أوربا، لكن بينما كان جسد المرأة الأوربية المكشوف يشير ويرمز إلى الخصوبـــــة، كان جسد الشرقية يرمــــــــز إلى اللذّة أي موضوعا إيروسيا. هذا، وبما أن الكثير من الفنانين المستشرقين زاروا الجزائر واهتموا بموضوع المرأة فإننا رأينا أن نفرد بحثنا للنساء الجزائريات في الفن البصري الاستشراقي (من رسم وتصوير فوتوغرافي وسينما)، وسنركز فيه على بعض الأعمال المشهور مثل لوحة نساء الجزائر التي تعــــدّ واحدة من الأعمــــــال الاستشراقية الأكثـــر شهــــــرة . والهدف الذي سنسعى إليه هو المقارنة بين المرئي واللامرئي، وبين الواقعي والمتخيل في الفن البصري الاستشراقي للتعرف على طموحات الفنان الاستشراقي الذي نقل إلى الخيال الغربي صورة شرق متخيّل، بعيدا عن كل الاعتبارات الأخلاقية والجمالية السائدة. هذا، وأما الإشكالية التي سنحــــــاول الإجابة عليهــــا فهي: لماذا تمحور الفـــــــن البصري الاستشراقي حول المرأة ، ولماذا سعى إلى تشكيل صورة مناقضة لهاَ؟"

Trier par : Ordre : Résultats :

  • جمال مفرج (2014-12-01)
    لا شك أن إدوارد سعيد هو أكبر منظري الاستشراق المعاصرين، ولاشك أن كتابه الاستشراق يعد أهم كتاب تناول حقيقة المؤسسة الاستشراقية، وهو كتاب توصّل من خلاله صاحبه إلى نتيجة مهمــــــــة مفــــــادها أن "الشرق" هو من اختراع الغرب، ...

Chercher dans le dépôt


Parcourir

Mon compte