Résumé:
مما سبق ودرسنا يتضح أن القرابة هي الرابطة التي تربط بين شخص وآخر ، وقد
تعددت أنواع هذه الروابط من الشريعة السلمية منه إلى القانون ، بحيث كانت القرابة
في الشريعة السلمية تنقسم إلى قرابة الدم والتي تتحقق بالمشاركة في الدم وإنقسمت
بدورها إلى قرابة النسب والتي تشمل الصول والفروع والحواشي و قرابة الرحم هي
القرابة من إجهة النساء والتي تشمل البنوة والخوة والبوة ، إضافة إلى قرابة المصاهرة
هي القرابة التي يحدثها الزواج وقرابة الرضاع أي عندما تقوم إمرأة بإرضاع وليد غير
وليدها ،ولدينا مايعرف بالقرابة البعيدة وتنقسم بدورها إلى قرابة الحلف أو الولء أي
بين القبائل وغيرها بتحالف رإجل مع آخر أو بين القبائل على النصرة لتحقيق المصلحة
المشتركة ولدينا أيضا قرابة العمل أو الديوان وتكون بين القضاة والجنود والولة لوإجود
التناصر بينهم ولدينا أيضا قرابة الدين أو السلم أي الخوة في الدين السلمي كما
سوى بينها الرسول صلى ا ليه وسلم وبين قرابة النسب ،وأما القرابة في القانون فكانت
تضم قرابة النسب وهي الصلة التي تجمع بين أفراد يجمعهم أصل واحد و إنقسمت إلى
قرابة مباشرة وهي الصلة التي تجمع بين الصل والفرع وقرابة الحواشي تقوم بين من
يجمعهم أصل مشترك دون أن يكون أحدهم فرعا للخر ، وأيضا قرابة المصاهرة وهي
. التي تقوم بين أحد الزوإجين وأقارب الزوج الخر وتبين لنا أيضا أن القرابة تؤثر على الجانب الإجرائي فل يتم تحريك الدعوى العمومية
من طرف النيابة العامة إل بعد أن يقوم المضرور برفع الشكوى كما يبقى باب الصفح
وسحب الدعوى مفتوحا لوقف الإجراءات في أي مرحلة كانت عليها الدعوى لعطاء
فرصة لبقاء كيان السرة متمسكا ، وأوإجب رد القضاة إذا كانت هناك صلة بينه وبين
أطراف القضية كما حرص على رد شهادة الصل للبن والبن للصل خوفا من تأثر
مجرى العدالة ، كما لها أثر أيضا على الجانب الموضوعي من تجريم وعقاب ، ويظهر
ذلك في تجريم بعض الفعال بموإجب هذه الرابطة وإباحة البعض منها وأما العقاب
فجعل هناك ظروفا مخففة كجريمة الزنا ، وأخرى مشددة كجريمة قتل الصول
. للفروع ومنها المعفية كما في إجرائم السرقة ومما سبق وتقدم فقد رأينا أن المشرع أعطى إهتماما للعلقات القرابية وإجعل لها قيو د وشروط فيم خص إإجراء المتابعة وإجعل الفراد في الرابطة القرابية يستفدون من
ظروف التخفيف ،وشد د على بعض الجرائم وأعفى البعض منها وبهذا تظهر الهمية
البالغة التي أولها المشرع لهذه الرابطة ،وذلك أن الرابطة السرية هي الساس في
. تكوين المجتمعات وسر دوامها وبقائها
إل أن المشرع يجب عليه أن يزيد من إعطاء هذه الرابطة مزيدا من الستقللية في
نصوص مستقلة وتخصيص باب لها في قانون العقوبات ، وعلى الباحثين و الكتاب
والدكاترة أن يتناولو هذا الموضوع لتسليط الضوء على هذه الرابطة ، إذ أن الكثير من
الناس يجهلون عدة أمور تتمحور حولها
وبهذا نصل إلى القول : أن الرابطة القرابية هي رابطة قدسية يجب المحافظة عليها
. فبالمحافظة عليها نضمن إستمرار الكيان السري ومنه الإجتماعي