Résumé:
تتضمن هذه المذكرة تنامي ظاھرة الإرھاب في الدول المغاربیة من1990الى2011 لقد شكلت نھایة الحرب الباردة، منعطفا في دراسة العلاقات السیاسیة الدولیة، بحیث
عرفت ھذه المرحلة الجدیدة سلسلة من التحولات مست العدید من النظریات و المفاھیم ، التي
استخدمت سابقا في فھم سلوكات الفواعل ضمن النظام الدولي، و یعتبر مفھوم الإرھاب من
أكثر المفاھیم التي عرفت تحولا في دلالاتھا، بحیث خرج ھذا المفھوم عن إطاره الضیق
الذي استخدم خلال الحرب البادرة. و من خلال ھذه الدراسة حاولنا الوقوف على أھم
التحولات التي عرفھا ھذا المفھوم، و كیف انعكست لاحقا على الواقع الأمني في منطقة
المغرب العربي، ھذه المنطقة أو الإقلیم التي لم تبقى بمعزل عن سلسلة التحولات التي عرفھا
النظام الدولي الجدید، بل تفاعلت معھا بشكل كبیر، نظرا للموقع الاستراتیجي و الحساس
الذي تتمتع بھ، الأمر الذي جعلھا تدخل في مسار ھذه التحولات، خاصة على المستوى
الأمني، بحیث عرفت الدول المغاربیة مصادر جدیدة لتھدید أمنھا، فرضت علیھا ضرورة
التفاعل معھا، و محاولة وضع الاستراتیجیات المناسبة لمواجھتھا و الحد منھا، ضمن
التحولات التي عرفھا النظام الدولي و كذا مفھوم الإرھاب نتیجة التحولات بعد الحرب الباردة تحولا في مضمونھ، حیث
ظھر إلى جانب الأمن القومي المرتبط بالدولة كفاعل في العلاقات الدولیة، طرح جدید للأمن
من زاویة مغایرة، حیث أصبح الحدیث عن الأمن الإنساني المرتبط بالأفراد، و تطورت ھذه
النظرة مع النظریات و المقاربات النقدیة، و من جھة أخرى أصبحت الفواعل في العلاقات
الدولیة في عصر العولمة تعرف مصادر جدیدة و معقدة لتھدید أمنھم و بالأخص الإرھاب
الأمر الذي یستدعي ضرورة وضع آلیات و استراتیجیات قادرة على استیعاب ھذا التھدید الذي تجاوز المصادر التقلیدیة التي اقتصرت فقط على التھدید العسكري أو العدوان
.الخارجي