Résumé:
لقد أثبت العلم في العصر الحديث نجاحاته في الكشف عن الكثير من ظواهر الكون، وتمكن الفيزيائيون الكلاسيكيون من صياغة قوانين وُصفت بأنها دقيقة ويقينية، وأُخضعت كل الظواهر- من أكبر الأجسام إلى أصغرها - إلى نفس الأطر التفسيرية مع القدرة على التنبؤ بها، عن طريق إخضاع كل الظواهر إلى الترابطات العلية وإلى مبدإ الحتمية. كما تمكن العلم من أن يبرهن على صحته من خلال تطبيق نتائجه ميدانيا، محققا بذلك فكرة الطبيعة تحققا عمليا. وكل هذا جعل الإيمان مطلقا في نتائج الفيزياء الكلاسيكية، واعتبار هذه الفيزياء أنها وصلت إلى غايتها القصوى. وظنّ الكثير من الفيزيائيين أن العالم كله أصبح مفهوماً، وأن الفيزياء اكتملت في ضوء النجاحات التي تحققت في فهم الكيمياء والكهرومغناطيسية والديناميكا الحرارية...، وبَدَا أن قوانين الميكانيكا الكلاسيكية - التي تتشكل من قوانين نيوتن في الحركة والجاذبية، ونظرية ماكسويل في الكهرومغناطيسية وما يتعلق بها من علوم البصريات، وعلوم الديناميكا الحرارية والميكانيك الإحصائي وما يتعلق بها من قوانين الإشعاع - غير قابلة للمنافسة من حيث قدرتها على التنبؤ بنتائج التجارب العملية. وظهر الكون التقليدي كما لو كان حتميا تماما، وأنه يعمل طبقا لعدد محدود من المبادئ البسيطة كالساعة في دقتها