Résumé:
نسعَى من هذه الدراسة مُقاربة الآليات المنطقية إلى البحث الأصوليّ –نسبة إلى علم أصُول الفقه-، عِلـمًا أنَّ الموضُوعين يُرَدَان إلى ثقافتَينِ متباينَتيْن؛ ثقافة يُونانيّة وثنيّة، وأخرى إسلاميّة مُوحدة، بيدَ أنَّ التباينَ لا يمنع من مُعاينة نقاط توظيف المنطق في الفقهِ وأصُولـهِ، آخذين بعين الاعتبار أنّ المنطق الأرسطيّ –نسبة إلى واضعه "أرسطو طاليس"(384-322 ق.م)- قد اعْتُبِـرَ آلة تَحتكمُ إليه سائر العلوم بما في ذلك العلوم الشرعية. فنسبته إلى العلوم كنسبة عِلم العروض إلى ميزان الشعر، بهِ يُعرفُ مكسُوره من مَوزُونه، وكنسبة عِلم النَحوِ إلى اللّسان، بهِ يُمّيز سلِيم القول من سقِيمِه. فالمنطق على غرار علم النحو وعلم العروض، من علوم الآلة؛ يكون خادماً للعلوم إذ ليس مقصُوداً بذاتِهِ، وإنّما جُعلَ آلةً لغيره. لهذا، فقد عُـدَّ من «العلوم الآليّة لأنّ المقصود منه تحصيل المجهول من المعلوم»