Résumé:
التصوف علم من العلوم الشرعية كما يقول ابن خلدون، وقد كان سيرة الكثير من الصحابة والتابعين، ولكن بعد أن احتك المسلمون بغيرهم من الأمم، وتعرفوا على ثقافاتهم وفلسفاتهم، واختلط التصوف بتلك التيارات الوافدة، والأفكار الجديدة، فنبذه الكثير من المسلمين، خوفا على صفاء العقيدة، وسيرة السلف الصالح. وجمع بعض المتصوفة بين الفلسفات اليونانية والفارسية والهندية والتصوف، فانحرفوا به عن أصوله الإسلامية الأصيلة. ونتج عن ذلك أن تعرض الكثير من المتصوفة للتضييق والمحاسبة من العامة والفقهاء، أو حتى من الحكام وأهل السياسة، وحوكم البعض على أفكارهم الصوفية، فعدت عليهم زندقة وخروج عن الدين، ودفع البعض حياتهم ثمنا لطريقتهم في التصوف. إلى أن جاء أبو حامد الغزالي فأسس هذا العلم من جديد على قواعد جديدة، تعيده إلى أصوله الصحيحة، وتربطه بأهل السنة، وتجعل منه طريقة على الحقيقة، ووسيلة من وسائل تربية النفس وتزكيتها. وفي بحثنا هذا نبين طبيعة التصوف عند الغزالي، لنثبت أنه جزء من فلسفته التربوية التي تهدف إلى تربية الفرد والمجتمع