Résumé:
تبحث هذه الدراسة في طبيعة حضور الثقافة الشعبية العربية في أعمال المستشرقين ومنطلقات تفاعلهم معها، وطرائق اشتغالهم على هذا المتن البحثي الذي كثيرا ما تعاملت معه النخب العربية وخاصة أنصار الثقافة العالمة على أنه ثقافة فرعية لا ترقى إلى منزلة الثقافة العالمة المرجعية. ظلت الثقافة العربية تتحدد لزمن طويل "وكأنها حديث كتب عن كتب"، مع ما يعنيه ذلك من إقصاء وتهميش لجانب أساسي وفاعل في الثقافة والواقع. ينطوي الحقل المعرفي العربي على هذه الثنائية العميقة التي ترقى، في تأثيرها، إلى مستوى الازدواجية التقاطبية القابلة لتوليد كل أنواع الانقسام والقطيعة. أحد تجليات هذه الثنائية يتمثل في اختلاف طبائعهما، فالثقافة العالمة تـتسم بطابعها المنهجي الدقيق وبطابعها المؤسسي، وبخاصيتها التدوينية، في حين يغلب على الثقافة الشعبية الطابع الشفهي والتلقائي