Résumé:
انطلقت بأوروبا في القرن الثامن عشر تيارات فكرية متناقضة في نظرتها إلى أزمة المدينة الأوروبية، خصوصا بعد هجرة اليد العاملة من الأرياف إلى المدن، وتعرضّها للأمراض نتيجة تراكمها داخل فضاءات هي من الأقبية أشبه منها بالمساكن، وخالية من أدنى شروط الحياة، وقد كان يعتقد إنجلز أن أزمة المدينة الأوروبية هي من تجليات الأزمة الشاملة للمجتمع الرأسمالي. في خضم هذه التجاذبات الفكرية ظهرت فلسفتان مختلفتان في تعاطيها مع المدينة، وما يجب أن تكون عليه، الأولى تدعو إلى ضرورة العودة إلى مرحلة سابقة كانت تقيّم فيها العمارة من جهة ما يمنحه الفن بشكل خاص، والثقافة بشكل عام، من إشباع للحاجات الروحية والنفسية للإنسان، ويتزعم هذه النظرة التيار الثقافوي (Culturaliste)،و من بين رواده وليام موريس وروستان، برز هذا التيار في إنجلترا على الخصوص أين ظهرت نتائج وخيمة للثورة الصناعية على الحياة المادية و الثقافية، من انتشار للأمراض والتلوث.