Résumé:
قد يكون الكثير منا قد شاهد تلك الطوابير المفعمة بالمصطفين المتلهفين لاقتناء نسخة من كتاب "هاري بوتر" أمام مكتبات البيع في مدن العالم الأوروبي والأمريكي والآسيوي، حيث تحول صدور الكتاب إلى حدث وأي حدث ! هذه الرغبة في عيون القراء المصطفين في الطابور الواحد بعد منتصف الليل تجعلنا نتساءل: كيف تصنع الشعوب قرّاءً ؟ وكيف أصبحت القراءة صلاة ؟ وكيف تصنع الأمم من كتّابها وكتبها حدثا عظيما ؟ ولماذا نحن أكثر الشعوب عداوة للكتاب ؟ في الوقت نفسه نقول عن أنفسنا أمة الكتاب، ولكن في الواقع نحن أبعد ما نكون عن مثل هذا التوصيف الرمزي الرائع لا أحد يجادل في ضعف الفعل القرائي المتفشي بين المتعلمين يصل حالة التوقف، فالأغلبية الساحقة مصابة بتعب قرائي، كثيرون هم المتخرجون الذين لم يقتنوا كتابا منذ تخرجهم أو توظيفهم، ففي الوطن العربي كله حوالي 33 جريدة لكل ألف مواطن مقابل ما يزيد على 300 جريدة لكل مواطن في الغرب. إذن القراءة في مجتمعاتنا في حالة يائسة، فهي تحتل المواقع المتدنية في تقارير "اليونسكو" عن معدلات القراءة وإنتاج الكتب وإصدار الصحف، فمعظم الأفراد على اختلاف الأعمار ومستويات التعليم عازف عن القراءة ولا عجب أن يستشري هذا العزوف في مؤسساتنا التربوية والإعلامية، الثقافية وحتى الأكاديمية.