Résumé:
يعتبر الجسد من أهم المواضيع التي شكلت اللغز بالنسبة للدارسين والمهتمين بهذا الموضوع، باعتباره مأوى النفس وعلامة رمزية للإنسان مفتاحا لفهم ذاته، فقد شكل دوما مفاهيم ثنائية مزدوجة فهو الطاهر والمدنس، الجميل والقبيح، الهزيل السمين، وهو دوما المشدود إلى النفس التي لا تفارقه إلاّ عند النوم أو الموت لقوله تعالى : " الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون" [ الزمر:42] . وهذا يعني أنه لا فهم للجسد من دون نفس. - إن النفس هي التي توجه الجسد باعتباره كتلة بيولوجية فيزيولوجية مؤلف من خلايا مادية هائلة فهو كالآلة يحركها الكهرباء أو كالسيارة التي تسير بفعل الوقود. وهو المرآة العاكسة لطبيعة النفس سواء كانت واحدة أو كما قسمها الدين الإسلامي إلى ثلاثة أقسام: النفس الأمارة بالسوء والنفس المطمئنة والنفس اللوامة، وقد لا أكون مغالية في القول بأن هذه الأنفس كما قسمها الدين توافق التقسيم الأفلاطوني: النفس الشهوانية وفضيلتها العفة ، النفس الغاضبة وفضلتها الشجاعة أو النفس العاقلة وفضيلتها الحكمة التي هي رأس الفضائل.