Résumé:
أدت التحولات المتلاحقة في عالمنا المعاصرالى بروز مفاهيم جديدة حول الدور الذي يمكن ان يلعبه الافراد والمؤسسات في عملية التنمية البشرية المستدامة، التي تشدد على ان الانسان هو راسمال بشري ينبغي تثمينه وإعداده علميا ومعرفيا ليساهم في عملية النهوض بالمجتمع وتحقيق النقلة الحضارية في جميع المجالات الحياتية. ولا شك أن للتربية والتعليم دور أساسي في تحقيق هذه المعادلة الصعبة في زمن انتقلت فيه المجتمعات من طبيعتها الصناعية إلى ما يسمى بمجتمع ما بعد الحداثة، مفرزا فكرا اديولوجيا ومعرفيا جديدًا يتمثل في إنتاج المعرفة وتحقيق مزيد من الابتكارات في ميدان العلم والتكنولوجيا، معمقا الهوة بين دول الشمال والجنوب. وعليه، يبدو من خلال التجارب الرائدة في العديد من دول العالم التي حققت أشواطا في النمو أن عملية الاستثمار في التربية والتعليم وتأهيل المواد البشرية هو الضامن الأساسي لتحقيق تنمية بشرية حقيقية وفعالة. والواقع انه في نسق هذه التحولات يتوجب علينا أن نتحدث اليوم عن تحديات جديدة تتمثل في ما يواجهه العالم العربي من تحديات الحداثة وما بعد الحداثة، ومن ثم ما يواجهه أيضا من تحديات العولمة بما تنطوي عليه هذه التحديات الجديدة من سيرورات جديدة تضع التربية العربية في ظروف بالغة الصعوبة والتعقيد( ) ضمن هذا السياق بالضبط سنحاول بلورة إشكالية التربية والتعليم وما بعد الحداثة من خلال تبني المنهجية التالية: أولا: واقع التربية و التعليم في الوطن العربي. ثانيا: تطوير التربية و التعليم في الوطن العربي وفقا لمتطلبات ما بعد الحداثة. ثالثا: جودة التربية و التعليم في الوطن العربي وشروط ما بعد الحداثة. أولا: واقع التربية و التعليم في الوطن العربي.