Résumé:
تعتبر الأسرة وحدة أساسية في المجتمع والاطار الذي يتم فيه الزواج، الانجاب والعلاقات الاجتماعية.كما يعكس تغيرها التحولات الديموغرافية والاجتماعية والثقافية التي تؤثر على بنيتها، شكلها وحجمها. ولتفسير وتحديد أسباب نووية الأسرة وتقلص حجمها، تتعدد المقاربات والنظريات فمنها ما ترجعها الى التغيرات الاقتصادية والاجتماعية في اطار التحديث، التحضر والتصنيع (T.Parsons)، أو عوامل اجتماعية ونفسية (Caldwell) أو إلى استراتيجيات الانتاج المؤسسة على المادية (Marks et Engels)، وغيرها من الأفكار والرؤى التي لم تستطع ايجاد تفسير أو نظرية عامة بسبب أن المجتمعات تختلف فيما بينها وحتى في المجتمع الواحد في الثقافات والعادات والاعتقادات التي تؤثر في تكوين الأسرة وشكلها. ولكن ما من شك أن النموذج النووي رغم قدمه فهو النموذج الأكثر شيوعا مقابل تراجع كبير للنموذج الممتد والموسع وفي نفس الوقت تقلص الحجم إلى مستويات منخفضة أو متوسطة بسبب خاصة تراجع الخصوبة. ولإن كانت العلوم الاجتماعية قد أسهبت كثيرا في دراسة الأسرة، فإن الديموغرافيين قد أهملوا ولفترة طويلة تحليل حجم وبنية الأسرة المعيشية، محددات ونتائج تحولاتها.( ) وانطلاقا من فرضية أن للعوامل الديموغرافية المصاحبة للتحولات السوسيواقتصادية دور كبير في تحديد حجم ونوع الأسرة المعيشية فإن هذه الدراسة ستتطرق لذلك بحكم أن كل الدراسات التي تناولت هذه المحددات إنما استقتها نظريا في الوقت الذي سنحاول فيه أن نحددها بنمذجة احصائية.