Résumé:
ارتبط الجنس منذ القدم بالعديد من المحرمات والشعائر الدينية، حيث انتشرت بعض المفاهيم-التي تقول بأن الأخلاق الحسنة تقتضي الابتعاد عن كل عمل جنسي، ذلك أن الجنس إثم وخطيئة، وقد بقي كثير من هذه المفاهيم والأفكار سائدا في المجتمعات إلى يومنا هذا . فكل دول العالم اليوم تسعى إلى القضاء على الجريمة ,الانحراف, والأمراض بكل الوسائل وتعمل على ذلك بإقامة البرامج والتنظيمات ولكنها مع ذلك لم تحاول أن تحل مشكلتها مع الجنس البشري والذي هو أساس كل المشكلات, فكثير من الجرائم والانحرافات والأمراض سببها الجهل أو تعمده لذات وجسم الإنسان، الذي يملك العديد من الطاقات التي يجب توجيهها وأخرى يجب اكتشافها لإمكانية التحكم فيها . وما يشد الاهتمام هو أن الإسلام والسنة النبوية من خلاله، نجدها قد تناولت الموضوع من دون حرج أو إثارة، وذلك من خلال فصل الدين في المسألة الجنسية عن طريق آيات وأحاديث نبوية شريفة، لا مجال للشك فيها، ولم تترك مجالا خاصا بهذا الجانب ولم تتناوله، من منطلق أن لا حياء في الدين، وربما يمكن القول أن الأفراد لم يجدوا من يشرح لهم هذه الأحكام الشرعية بدون مناسبة تذكر، فنحن في المجتمعات العربية لا نتناول أي شيء إلا عندما يحين وقته وغالبا ما يكون على عتبة الزواج، وهذه هي الثقافة المجتمعية لمجتمعاتنا. ولذلك فإن هدف هذا البحث العلمي هدف أي علم يوصل إلى الحقيقة، وعلم الاجتماع على الأخص يهدف إلى فهم حقيقة المجتمع والعلاقات القائمة فيه والتي تحدث وضعيات اجتماعية معينة ، فالهدف يتمثل في محاولة الكشف عن واقع التربية الجنسية في المجتمعات العربية وخاصة الجزائر، وهل هي موجودة أم لا ؟ وهل برغم التغيرات التي حدثت في المجتمع الجزائري لا سيما انفتاحه على العالم الخارجي بقي المجتمع محافظا على موقفه بإهماله لهذا النوع من التربية، لا سيما بعد ظهور أمراض مرتبطة بالناحية الجنسية SIDA مثلا. هل هذا الإهمال مازال قائما، أم أن هناك محاولات لتصحيح كل هذا ؟ بالإضافة إلى أننا نهدف إلى معرفة مدى نجاح المجتمع والأسرة في منع أبنائهم من الحصول على معلومات جنسية.