Résumé:
إن التأريخ للفن هو التأريخ للإنسان في حد ذاته، انطلاقا من أن التعبير الفني كان من أبرز ما عرف به الإنسان منذ العصور القديمة.وكأنه لا يستطيع أن يتفاعل في وجوده إلا ويطغى البعد الفني في فعله،سواء قصد الإنتاج الفني في حد ذاته أو أن ممارسته من اجل فهم الطبيعة وإخضاعها أدت بالضرورة إلى بروز العديد من الفنون، وهكذا تأرجح ظهور الفن في حياة الإنسان بين ضرورة وجودية، بمعنى أن الإنسان لا مناص له إلا أن يكون فنانا أو معبرا عن فن من الفنون. أو انه وجد الفن أرقى تعبير عن اكتشافاته، بحيث كان كل اكتشاف يعبر عنه فنيا وبالتالي كل تطور عرفته البشرية توج فنيا. وفي كلتا الحالتين كان الفن أهم سمة عرفتها البشرية، وكأن الإنسان وجد ليكون فنانا.