Résumé:
ظهر مفهوم التناص كما هو معروف لأول مرة على يد الباحثة والناقدة "جوليا كرستيفا" في أبحاثها الأولى التي كتبتها بين 1966 و1967، والتي صدرت في مجلتي "Tel Quel"و"Critique" وأعادت نشرها في كتابيها "سيموتيك" "Sémèiotiké, Recherche pour une sémanalyse" و"نَّص الرواية "Le Texte du Roman". شيدت "كرستيفا" مصطلح التناص بالاعتماد على عملية النحت (Agglutination)، حيث استندت على البادئة اللاتينية "Inter" وهي بادئة يتم اعتمادها كثيرا في توليد المصطلحات في اللغة الفرنسية ومن معانيها: العلاقة المتبادلة، التداخل والتفاعل(2) وأضافتها إلى كلمة "Texte" ممّا أعطاها"Intertextualité.(*) وإذا كانت الممارسة النصية قديمة في كل الثقافات الإنسانية، فمن الطبيعي أن يكون التناص باعتباره يقوم بوظيفة توضيح الصيرورة التي عن طريقها يمكن لكل نَّص أن يقرأ بوصفه اندماجا وتحويلا لنَّص أو لمجموعة من النصوص قديما قدم الممارسة النصية ذلك أنه "من الوهم الاعتقاد أن العمل الأدبي يوجد وجودا مستقلا – فهو يظهر داخل عالم أدبي تسكنه مؤلفات قد وجدت من قبل، وهو يندرج في هذا العالم، فكل عمل فني يدخل في علاقات معقدة مع مؤلفات الماضي".(3)