Résumé:
لقد اختار بول ريكور(Paul Ricœur) المسار الطويل للهرمينوطيقا عبر جدلية الابستمولوجيا والأنطولوجيا في بناء قواعد التأويل، إذ يتحرك في اتجاه مخالف للطريق القصير لأنطولوجيا هيدغر عبر منعطفات وتعرّجات ابستمولوجية كثيرة، كما أنه يعود إلى الحفر أنطولوجيا تحت المشروع الابستمولوجي للتأويل كالذي دشنه دلتاي. ويطغى على هذا المسار خياراتٌ كثيفة للمفاهيم واستبدالاتٌ كثيرة للأدوات المعرفية والمواضع الفكرية، ويجعل ريكور من جميع بدائله المفهومية إمكانات حقيقية لخوض الجدل الأساسي بين التفسير والفهم على طريق المنعطفات التأويلية، غير أن هذه الطريق مفتوحة على عالم لانهائي بسبب عجز في تجذير المشكلات الأساسية للتأويل، فهو إذ ينطلق من قاعدة أن التماهي بين الذات وذاتها أمرٌ مستحيل، فإنه يجعل القراءة التأويلية لعالم الرموز والأشياء والرغبات ضمن أفق مفتوح بين الذات وعالمها، أفقٌ لا يقف عند حدٍّ غير حدّ اتخاذه النص مرجعا وسيطا ومنظورا تتم عبره رؤية أشكال جديدة من وجود الذات.