Résumé:
يعتبر البحث في موضوع التربية ليس شيئا جديدا في ميدان الفلسفة، إذ تمت دراسته بعناية شديدة من قبل رواد الفكر الفلسفي وأقطاب الدراسات التربوية التعليمية منذ القدم، فظلت ركنا ثابتا في مختلف مباحث الفلسفة عبر تاريخها الطويل، غير أنه ومع إيقاع السرعة والتغير الذي أصبح السمة البارزة لهذا العصر الذي واكب الثورات العلمية في بداية القرن العشرين فرض على العلماء يقظة مستمرة وسعيا إلى التفكير الدؤوب، الذي أصبح مفروضا على التربويين من باب أولى لأن الحاجة إلى التطوير والإصلاح التربوي أصبحت أكثر إلحاحا من ذي قبل، فاقتضت هذه الطفرة العلمية إعادة تجديد النظرة أيضا إلى المجال التربوي بتوجيه الاهتمام بعلاقة المدرسة بالمجتمع، و بتبني هذا المعنى تصبح التربية عملية ديناميكية تتطلب بالضرورة تطويرا وتحديثا وتقويما جديدا للمحتوى والطريقة والآلية، و طرح و تبني رؤية جديدة في التعامل مع جوهرية العمل التربوي المدرسي في الساحة التربوية على المستوى العالمي. فبدأت المجتمعات تعيد النظر لنفسها بنظرة فاحصة ناقدة، وتعيد تقييم نظمها التربوية وقيمها التقليدية كي تساير روح العصر، ومن هنا ظهرت ضرورة و أهمية وجود فلسفة تربوية اجتماعية داخل المدرسة، وكانت هذه الحاجة إلى فلسفة تربوية تقوم على أسس علمية ديمقراطية أبرز ما تكون في أمريكا من أجل مواجهة مشكلات المجتمع الأمريكي بما يحتوي عليه من تناقضات، فمثلت نموذجا حيا لهذا الإصلاح التربوي الاجتماعي عن طريق تحديث المدرسة وتوجيه العناية بها، لأن تطورها ما هو إلا نتاج لاعتماد نظام تربوي فعال قاده أهم أقطاب الفكر التربوي الحديث و المعاصر الفيلسوف الأمريكي" جون ديوي"، الذي اتجه وجهة اجتماعية شاملة بوضع فلسفة تربوية مدرسية ذات برنامج إيجابي إزاء مشكلات المجتمع. فما هي أهم الإصلاحات التي قدمها من أجل تحديث المدرسة وربطها بعجلة التطور الاجتماعي؟ وكيف انعكست فلسفته الأداتية في ذلك؟