Résumé:
ان كارل بوبر أحد الفلاسفة المعاصرين الذين اهتموا بإعادة قراءة التاريخ الفلسفي قراءة تحليلية نقدية مستعرضا الأفكار العلمية السياسية والتاريخية، وانتهى إلى البحث في مناهج العلوم الاجتماعية مبينا الأسباب التي أدت إلى تأخر هذه العلوم واستحالة التنبؤ بالمستقبل، لأن التاريخ البشري يتأثر تأثرا شديدا بنمو المعرفة،ومعنى ذلك أنه ينبغي أن ننبذ إمكان وجود تاريخ نظري أي وجود علم اجتماعي تاريخي يقابل علم الطبيعة النظري. لقد تقرر لدى بوبر أن فهم المعنى التاريخي بني على مغالطة تاريخية فانتهى به الأمر إلى عرض نقدي لما أسماهم بمؤسسي الفكر التاريخاني خاصة أفلاطون هيغل وماركس، وحاول من خلال هذا النقد إعطاء البديل الذي أطلق عليه " الهندسة الاجتماعية الجزئية " التي تعني الإصلاح الاجتماعي خطوة بخطوة مشكلة بمشكلة . هذا الأسلوب الذي انتهجه بوبر في الإصلاح خطوة بخطوة جزء بجزء لا يكون فيه إقصاء للوجود الإنساني الفردي ضمن سيرورة الوجود وسيرورة التاريخ ، بل يتمثل في ذلك الجهد الذي يقدمه كل فرد في المجتمع في حلقات متتالية كل حلقة تحاول حل مشكلة معينة ، وهو مايؤسس عداء بوبر العنيف للنزاعات الكلية التي تحاول رسم المسار التاريخي بمخططات مسبقة لا يكون الفرد فيها سوى أداة تحقق غاية التاريخ الذي انتهى بدوره إلى الانغلاق ففقد كل معنى له ! راح بوبر يبحث عن معنى التاريخ خارج الأنساق الكليانية والنزاعات اليوتوبية مستفيدا من تقويضه للإستمولوجيا رافضا سعيها للوصول إلى اليقين والمطلق معتبرا أن المعارف الإنسانية مجرد افتراضات قابلة للنقد والتكذيب وبهذا الفهم تتطور المعرفة الإنسانية تطور دارويني مفتوح، وإذا كان من غير الممكن الوصول إلى معارف معرفة علمية مطلقة فإنه كذلك يستحيل تقديم معنى للتاريخ ضمن الخطابات الكليانية والأنساق الدغمائية المغلقة. فأي معنى يعطيه بوبر للتاريخ ضمن استيمولوجيا داروينية مفتوحة ؟