Résumé:
إنَّ التصوُّف قبل أنْ يكون خطابا أدبيا هو ممارسة واقعية وذاتُ طبيعة دينية خالصة تؤسس لرؤية مختلفة في النظر إلى الأشياء. ولأنَّه ينهلُ مما هو روحيٌّ، أيْ من غير المرئيِّ في الإنسان، أسَّس لنفسه منظومة متكاملة من العقائد والقناعات التي تمنحُه الخصوصية وتميِّزه عن غيره من الفرق الدينية**. ولأنه هكذا، فقد توخَّى أصحابُه أنْ يُعبِّروا عن قناعاتهم ومواجدهم بمصطلحات ومفردات استعملوها على غير ما جرى الحالُ عليه في استعمالها، وشحنوها بدلالاتٍ ما كانتْ لتحملها قبلهم. لهذا وصفهم صاحبُ المقدمة بأنَّ"لهم آدابٌ مخصوصة بهم واصطلاحات في ألفاظ تدورُ بينهم"(1) جعلوها رموزا تنتظم ضمن تواضع لغويٍّ جديد يخالفُ السائد في عُرف كلام الناس، ويؤسس لأعراف في القول مختلفة عن السائد من الأعراف.