Résumé:
لا يمكن إغفال أهمية ودور السنوات الأولى من عمر الطفل في تكوين شخصيته المستقبيلة من حيث السواء أو الاضطراب بحيث يتلقى فيها كل المؤهلات المادية والمعنوية من خلال التنشئة الاجتماعية التي يمثل الوالدان عنصرا فعالا فيها كونهما أول من يتصل بالطفل في بداية مسار حياته أين تتجسد علاقة الموضوع (Relation d’objet) كلبنة أساسية في تنظيم التوظيف النفسي لدى الطفل وخص بالذكر هنا علاقة الطفل بالأم باعتبارها المربية والمرضعة والمهتمة بكل ما يتعلق به سواء من الناحية الجسدية؛ المادية أو المعنوية من خلال الرضاعة الطبيعية والتي تترك آثار واضحة على نموه الجسمي والنفسي والعقلي؛ فالرضاعة الطبيعية لا تمثل مجرد منعكس يتم فيه تلبية حاجات الطفل البيولوجية وإنما تتجاوز ذلك إلى تحديد الخطوط الأولى من شخصيته؛ فمن خلالها يستقبل جميع المنبهات و الإشارات من الأم سواء كانت إيجابية أم سلبية عن طريق الاجتياف ( Introjection ) والذي يعتبر أول آلية دفاعية يكتسبها الفرد ؛ ولذلك نجد أن معظم علماء النفس يولون أهمية عظمى للمرحلة الفمية فيما يخص علاقة الموضوع؛ ويطلقون على الحليب المستوحى من ثدي الأم بالحليب السيكولوجي لما له من تأثير على المراحل اللاحقة من نموه و تطوره في كافة المجالات .