Résumé:
الحوارية(*) (DIALOGISME) التي نقصدها في هذا الدراسة. هي الحوارية التي "تعد سمة أساسية لكل خطاب، باعتبار أن هذا الأخير لا ينتج بصفة فردية"(1)، فالخطاب مهما كان نوعه كتابيا أو شفويا، وإنما ينطلق المتكلم في إنتاجه من استحضاره لمتلقيه، سواء أكان هذا المتلقي حقيقا ماثلا أمامه، أو تخيليا يشتقه المتكلم من ذاته أثناء وقبل عملية إنتاج النص الموجه إليه. باعتبار أن «مبدأ الحوارية يصبغ كل الخطابات الصادرة عن الإنسان مهما كان نوعها، إذ كل خطاب يخضع لحضور المرسل والمتلقي، وأي خطاب صادر عن المتكلم فهو موجه بالضرورة إلى مستمع حاضرا كان أم غائبا»،(2) فيؤدي استحضار المتلقي إلى إحداث أثر بالغ على بنية الخطاب، التي تتلون بألوان الحال التي يفترضها للمخاطَب، فيسعى المخاطِب إلى «استثمار الممكن والمتاح من الآليات لتوصيل رسالة لغوية معينة، وجعل المعني بها يعيها ويتحرك في إطار إنجازها »(