Résumé:
شهد القرن الثامن عشر دفعة قوية جاءت على يد فلاسفة التنوير الفرنسيين، كما شهد القرن التاسع عشر دفعة أخرى جاءت من الرومانسية الألمانية، إلا أن منتصف القرن التاسع عشر قد شهد إنتعاشا فلسفيا، جاء رافضا للتقاليد الأوربية والأكاديمية السائدة. في غمرة هذا الإنتعاش الفلسفي برز أول مذهب فلسفي فكري يمكن أن ينتسب إلى الأرض الجديدة، إنه المذهب العملي البراغماتي. ليتبلور خلال تطوره التاريخي بشكل فكر رسمي ساد القارة الأمريكية والعالم وليصبح بعد ذلك الصياغة الحقيقة للفكر الأمريكي ولاسيما فكرها الفلسفي والديني المعبر عن الثقافة الأمريكية المعاصرة، ليطلق عليه بعد ذلك بالفكر البراغماتي الجديد، ليكون بذلك واحدا من أهم الأسس التي أنبنى عليها الفكر الفلسفي الأمريكي، لكون هذا الفكر يركز على المنفعة في الأفكار والنظريات مهما تكن هذه الأفكار إذ الغاية والنجاح، هما الحكم والفاصل في قياس مدى أهمية الفكرة ونفعها والنتائج المتمخضة .