Résumé:
الملخص: يقوم المذهب الأخلاقي في تصوف ابن عربي على الذوق والمحبة، وهذه الأخيرة في نظره تمثل أصل الوجود( وحدة الوجود) وأصل المعرفة( وحدة المعرفة)، وأساس القيم الأخلاقية باعتبارها عاطفة دينية عميقة وكذلك جوهرا للإيثار، وفي إيثار الصوفي لله تتركز صفاته الأخلاقية كلها. وفي هذا السياق يقول الغزالي:' فإن المحبة هي الغاية القصوى من كل المقامات الصوفية والدرجة المبتغاة من العلي من الدرجات'. وتنقسم الأخلاق عند ابن عربي ضمن نظرته الصوفية الفلسفية إلى: الأخلاق العملية: ويرتبط هذا النوع من الأخلاق بالسلوك، ويطلق عليه عادة بمفهوم 'المجاهدة'، وذلك بالالتزام بألوان خاصة من العبادة والطاعة، وهذا الطريق العملي للأخلاق يعمل على تهذيب النفس وإعدادها لبلوغ الكمال والشعور بالسعادة وذلك يكون عن طريق سياستين: سياسة النفس ظاهرا وسياسة النفس باطنا. أما الجانب النظري للأخلاق فقد اهتم ابن عربي بمعنى الخير والشر وبواعثهما في السعادة وحقيقتهما الصوفية. وقد انتهى ابن عربي إلى الإيمان بقضية أخلاقية ميتافيزيقية تتأسس على نظرة ترفض أن يكون للشر وجودا في هذا الكون، فكل ما هو موجود هو خير، وعليه فالسلوك الإنساني ما هو إلا امتثال وطاعة، وهذا ما يعني أن بناء نسقه النظري الأخلاقي مبني على 'وحدة الوجود'، الوحدة المثالية المتشبعة بالكمال والهادفة لترسيخ السعادة للإنسان في هذه الحياة.