Résumé:
لقد أصبحت سلطة الإعلام وقدرته على الإقناع والتأثير من أهم عوامل القوة في عالم اليوم، على غرار حقب زمنية مضت شكل فيها السلاح أهم عوامل القوة، فنحن في وقت أضحى فيه المتفوقون إعلاميا هم المتفوقون اقتصاديا وسياسيا، حيث مكن التطور التكنولوجي الذي رافق إطلاق الأقمار الصناعية من تكريس عصر السماوات المفتوحة، الذي جعل من البث التلفزيوني الفضائي المباشر حقيقة ممكنة. وتعود خلفية هذه الظاهرة إلى تفرد شبكة CNN الأمريكية بنقل مجريات حرب الخليج الثانية، التي جاء على إثرها إطلاق قناة البي بي سي العربية العام 1994، غير أن وتيرة هذا التحرك الإعلامي الجديد تسارعت إثر هجمات 11 سبتمبر2001 على الولايات المتحدة وانطلاق ما سمي بالحرب على الإرهاب، وظهور مصطلح الشرق الأوسط الجديد، ثم الحرب على العراق بعد ذلك بسنتين، أحداث أفرزت غضبا شعبيا متزايدا ضد السياسات الغربية، مما حذا بعدد من الدول الأجنبية إلى محاولة كسر جدار اللغة وشرح مواقفها السياسية للعرب بلغتهم. وهي ظاهرة تؤكد على أن العالم العربي أصبح له أهمية كبيرة في الخارطة السياسية للعالم، التي تحاول بعض الدول الكبرى إعادة رسمها وفق ما يخدم مصالحها الاقتصادية والسياسية الخاصة، وكانت أول فضائية أجنبية توجه ناطقة بالعربية هي "الحرة" التي ترافقت مع الاحتلال الأميركي للعراق، لتبدأ بعدها دول أخرى بإطلاق فضائيات، وكل فضائية تتبنى الخطوط السياسية العريضة للدولة التي تتكفل بتمويل هذه المحطة.