Résumé:
ملخص: إن تحليل الحداثة الغربية يبين التطور الدلالي لمفهوم الإنسان في إطار المرجعية الغربية، فمنذ بداية نشوب صراع بين مركزّي الكون-الإنساني والطبيعة- فصل الصراع في بداية الأمر لصالح العقل الإنساني، إذ تبين كرونولوجيا تطور الأحداث مع استهلال النزعة الإنسانية عن بداية اختفاء الإله وراء القيم الإنسانية الهيومانية، حينما يبدأ الانفصال تدريجيا عن القيمة المطلقة، لتسود النسبية كل شيء، ويتسيّد الإنسان كمرجعية، ليصبح معيارية ذاته ومركز الكون، فهو سوبرمان حقيقي، أو الإنسان المتفوق، بتعبير نتشه، الذي يُعد من أشهر الرموز الفلسفية، التي سلطت نقدا لاذعا للوعي الاوربي، ورسمت مدخلا لتحديد ماهية الكائن الإنساني، دون أي دور حقيقي للمبادئ والأخلاق والشعور الإنساني. وفي مقابل هذه الرؤية التي أعلنت ميلاد الإنسان المكتفي بذاته، نجد رؤية المفكر الإسلامي علي عزت بيغوفيتش، التي أعلن من خلالها رأيه في مسألة أصل الإنسان، ورأى أنه مخلوق لله، لأن قضية الخلق هي في الحقيقة، قضية الحرية الإنسانية، بذلك يكون سلوك الإنسان الأخلاقي له معنى .