Résumé:
تعتبر المدينة أحد الأشكال المتطورة من أشكال التجمعات السكانية والإنسانية
,حيث تصوغ المدينة أساليب الحياة التي تتلاءم مع بنيتها العمرانية و الاقتصادية ,
و تناسب الطابع الاجتماعي الخاص بها , حيث تعد التجمعات السكانية و السكن
ضرورة ملحة في حياة الفرد لبناء علاقاته الاجتماعية و التعايش الإنساني , فقد كان
تطور المسكن تبعا للتغيرات التي عرفتها الحياة الاجتماعية من تغيير و تحضر
و أصبح على السكان التكيف و التوافق مع أوضاع وظروف المدينة ,فبعدما كان
الإنسان يقيم في مساكن بسيطة مبنية من مواد أولية و من كهوف و مغارات و
تجمعات قديمة و غير منتظمة الشكل ,انتقالا إلى الاختراع ثم إلى المستعمرات و
الفتوحات التي نقلت معها الثقافات الخاصة بها إلى مناطق أخرى , و عمران
المغرب العربي نموذجا لذلك لما شهده من مستعمرات و فتوحات نقلت معها سمات و
خصائص تميز بها نمط بناء التجمعات السكانية إضافة للأنماط المختلفة عن بعضها
البعض و التميز الواضح للمدينة عن إقليمها في الريف فحسب أبن خلدون أن
التجمعات السكانية و العمران ما يكون بدويا و الذي يكون في الضواحي و الجبال و في الحلل المنتجعة في القفار و أطراف الرمال و منه ما يكون حضريا و هو الذي
في الأمصار و القرى و المدن للاعتصام بها و التحصن , وما تتسم به الحياة
الحضرية من خصائص و سمات تجعل طريقة الحياة فيها تأخذ طابعا مغايرا لطريقة
الحياة الريفية و التي تشمل مختلف البناءات العمرانية والاجتماعية و الثقافية و
الاقتصادية , و قد عرفت المدينة الجزائرية كغيرها من المدن أنماط مختلفة من
البناءات أبرزها النمط الغربي إبان الاستعمار و الذي لا يتناسب و الثقافة الجزائرية
مما ادخلها في اغتراب و صدمة اجتماعية حضرية الناتجة عن النسيج العمراني
الغير المستقر و بروز أحياء و مدن جديدة إلى الواجهة التي فرضتها موجات النمو
الحضري الناتج من حركة الهجرة الريفية المستمرة و عوامل النمو الديمغرافي
المتزايد ما دفع بالدولة إلى اتخاذ سياسة و وضع برامج سكنية للحد من هذه الظاهرة
التي على الحياة الاجتماعية في المدينة بتعدد مظاهر النشاطات و تنوع أنماط العلاقات
و التي تنشأ في سياق التفاعل الاجتماعي للأفراد مع مختلف متطلبات الحياة
الاجتماعية .
و في هذا البحث نحاول دراسة علاقات الجيرة في المجتمع الحضري من منظورمستوى المجتمع ككل فهذه الأخيرة تعد نظاما اجتماعيا له تأثيراته و تأثراته
بمختلف المتغيرات التي يعرفها المجتمع و لا سيما الحضري منه و الذي تتباين نسبة
وجود علاقات الجوار فيه حسب تأثير عوامل التغير الاجتماعي و عملية التحضر
و الإطار التاريخي و الثقافي بالمدينة حيث اعتبرت علاقات الجوار في المجتمع
الحضري من أهم الانشغالات التي تطرقت إليها الدراسات السوسيولوجية التي اهتمت
بطابع و نمط الحياة بالمدينة .
و تعتبر منطقة سيدي لخضر ككلها من المناطق الجزائرية التي مستها هذه الظاهرة
لذلك كانت دراستنا كمقارنة بين حي كاسطور والذي ينتمي إلى الأحياء العتيقة و
حي 50 مسكن كحي جماعي .
و من أجل ذلك احتوى هذا البحث على ما يلي:
الفصل الأول: و الذي شمل الإشكالية , الفرضيات , تحديد المفاهيم ,
, منهجية وتقنياتالبحث ,الدراسات السابقة, صعوبات الدراسة .و تعرضت فيه إلى :طبيعة العلاقات الاجتماعية , تصنيفات العلاقات الاجتماعية ,
أنواع العلاقات الاجتماعية , العوامل المتحكمة في العلاقات الاجتماعية ثم تطرقت
إلى مفهوم جماعة الجوار عامة, تحليل علاقات الجوار من منظور سوسيولوجي,
تشكل جماعات الجيرة , الجيرة في المجتمع الحضري , الجيرة في المجتمع الريفي.
الفصلالثالث: و قد تناول هذا الفصل مفهوم التحضر, الملامح الأولى للتحضر في
الجزائر, الفترات التاريخية للتحضر في الجزائر, خصائص التحضر في الجزائر.
الفصل الرابع : خصصنا هذا البحث لمجال الدراسة الميدانية و قد تطرقنا فيه إلى :
التعريف بمجال الدراسة, عرض و تحليل الملاحظات, النتائج العامة و مقارنتها
بالفرضيات, نتائج أهداف البحث, مناقشة النتائج في ضوء الدراسات السابقة .
و أما الفصل الثاني فقد تضمن العلاقات الاجتماعية و علاقات الجوار
سوسيولوجي ذلك أن علاقات الجوار اليوم أصبحت تتميز بتحولات ملموسة على