Résumé:
مــلخص المذكرة
تتناول هذه الدراسة العلاقة الخارجية بين منظمات المجتمع المدني و الفساد الإداري في الجزائر، و ذلك من خلال التركيز على دراسة دور منظمات المجتمع المدني و مكافحتها للفساد الإداري، و ذلك عبر تحديد أهم أوجه مساهمة المجتمع المدني و مكافحته للفساد الإداري و كذلك آليات المساهمة .
و قد سعت هذه الدراسة للإجابة على الإشكالية التي تدور حول مساهمة منظمات المجتمع المدني في مكافحة الفساد الإداري في الجزائر ، و بالتالي تناولت هذه الدراسة مدخل مفاهيمي للمجتمع المدني من خلال تعريفه و أهم خصائصه بالإضافة إلى مؤسساته الأركان التي يقوم عليها و أبرز وظائفه و كذا تشخيص ظاهرة الفساد و ذلك بالتعرف على ماهيتها أسبابها و الآثار الناجمة عنها ، مع طرح جملة الآليات التي يمكن من خلالها تطوير أداء هذه المؤسسات .
تساهم منظمات المجتمع المدني من خلال آليات الرقابة و المشاركة المجتمعية في مكافحتها للفساد الإداري حيث يتميز المجتمع المدني بشكل عام بأمه حديث النشأة و لا يملك الخبرة الكافية ، إضافة إلى مشاكله الداخلية كالصراعات بين الأفراد و ضعف تأهيل أعضائه و نقص الموارد ، كما أدى انفتاح الجزائر عن الديمقراطية في إعطاء المجتمع المدني الإرادة من أجل لعب الدور الكامل فيما يخص الفساد الإداري و أوجد علاقة تعاونية إيجابية بين السلطات المحلية و حركات المجتمع المدني .
و في الأخير تخلص الدراسة أن للمجتمع المدني أدوار تقوم بها في مجالات عديدة ، اجتماعية ،ثقافية ، سياسية......إلخ.
فكان للجمعيات الجزائرية الدور الكبير في التوعية الاجتماعية بمخاطر الفساد و انعكاساته على المجتمع بالإضافة إلى تنظيم الملتقيات و الندوات و الفعاليات من أجل تعريف المجتمع بمخاطر ظاهرة الفساد و الكشف عن المفسدين و محاولة تقديمهم للقضاء.
إن دور و إسهامات المجتمع المدني في مكافحة الفساد الإداري بالجزائر لا يزال ضعيف إذ ما تم مقارنته بدول عربية أخرى ، فالإشكال لا يزال مطروحا حول استقلالية المجتمع المدني الجزائري و مصادر تمويله ، و درجة الكفاءة و الشفافية داخله ، لذا كان لابد من إعادة النظر في قوانين تنظيمه و قواعد عمله ، و تكوين أفراده بما يكفل له دور إيجابي في مجال خدمة المجتمع