Résumé:
تعتبر البيروقراطية كمفهوم إجتماعي وسياسي وإداري ذو وجهين، وجو يعبر عن الكفاية والموضوعية والدقة وتحقيق
الأىداف التنظيمية والوجو الآخر يعبر عن الروتين وبطىء الإجراءات الإدارية وسيطرة العلاقات الشخصية.
ولقد شاع كثيرا مصطلح البيروقراطية بمنظور سلبي في مختلف الادارات العمومية من طرف الصحافة و الاجهزة
المختلفة في كثير من الدول العالم، فمازال المدلول العام للبيروقراطية في الأوساط الشعبية ينظر إليها بنظرة سلبيىة
ونقدية ويصفها بالروتين والجمود والبطء الإداري الذي يصب الجهاز الإداري، وأنها مصدر لتعقيد الإجراءات
وصعوبة التعامل وإساءة إستعمال السلطة، كما أنها كثيرا ما تستعمل كنوع من أنواع الشتم السياسي وبالتالي
تصبح البيروقراطية مقرونة بمدلول العجز الإداري.
ومن ىنا أصبح إسم البيروقراطية مقترن بعيوب الإدارة والجمود في الوصول إلى الغاية والأىداف وكذلك أصبح إسم
البيروقراطية ىو المقابل للروتين المصلحي في جميع إدارات الدولة.
إلا أن البيروقراطية الحقة والفعالة التي جاء بها ماكس فيبر ىي عكس ما تم تطبيق عنها في الواقع فالبيروقراطية عند
فيبر ترتكز على تقسيم العمل على أساس التخصص الوظيفي وتحديد المهام ووجود ىرم واضح للسلطة وإعتماد
مبدأ الرسمية في جميع العمليات الإدارية .
فأهمية البيروقراطية تكمن في جوىرىا وفعاليتها وىذا ما تعاني منو المؤسسات الجزائرية اليوم ىو إنعدام فعالية
البيروقراطية الحقة في المؤسسة، مدا يترتب عنو سوء في التسيير وبالتالي فشل في التنظيم الإداري وىذا ما تزامن مع
الحراك الذي تشهده الجزائر اليوم الذي تتجلى أىم مطالبهم بتغيير جذري للنظام الفاسد بكل أنواعو والدعوة
للنهوض بالمؤسسات الجزائرية وتطويرىا وتطبيق البيروقراطية الفعالة بمعناىا الحقيقي ومحاربة الفساد الإداري وإضفاء
المزيد من الفعالية للتنظيمات الإدارية.
ولماكان من الضروري الإىتمام بالجانب المؤسساتي في الجزائر إرتئيت في ىذه الدراسة المتواضعة بتسليط الضوء
على فعالية التنظيم الإداري داخل المؤسسات الإستشفائية العمومية كونو القطاع المهم الذي يجب أن نولي لو أهمية
كبيرة .مقدمة
ب