Résumé:
منذ آلاف السنين والمجتمعات الإنسانية تسعى إلى الرعاية البشرية وتوفير أفضل
ظروف التنمية وحماية الإنسان، لأنها تتقدم به ومن أجله لذا فقد حرصت المجتمعات على
الاهتمام بالطفولة بوصفها مرحلة مهمة في حياة الإنسان فضلا عن كونها تمثل ثروة الأمة
ومستقبلها، غير أنه كثيرا ما تتعرض إلى ظواهر اجتماعية سلبية، نتيجة اختلالات واضحة
وتغيرات تنبأ عن تحديات يتحمل الأطفال نصيبا منها. وهذا ما تشهده المجتمعات في القرن
الثامن عشر ميلادي، وظهور الثورة الصناعية في أوروبا مما جعل العديد من أرباب العمل
والصناعة يستعينون بالأطفال نظرا لتدني أجورهم وقلة حيلتهم، فتوزعت حينها عمالة الأطفال
في مختلف بقاع العالم، فبالرغم من التشريعات والأنظمة والاتفاقات الدولية التي تمنع منعا
تاما عمالة الأطفال إلا أن المشاهد اليومية لهذه الظاهرة تدل على تفاقمها.
ولقد شهدت الجزائر في الفترة الاستعمارية ظاهرة عمالة الأطفال التي ارتبطت
بظروف قاسية سادت المجتمع الجزائري أنا ذاك، وهكذا بدأت هذه الظاهرة السيئة في التوسع
والانتشار خاصة في السنوات الأخيرة، وذلك لتعقد العصر الحالي وصعوبته وتعدد مشاكله
وازدياد متطلباته، وغلاء المعيشة التي أصبحت حكرا على العائلات الجزائرية، حي أصب
الطفل في كثير من البلدان بالعالم خاصة النامية منها يمثل مصدر من مصادر اليد العاملة
البخسة، نتيجة الحرمان المادي وعدم القدرة على إشباع مقومات الحياة الأساسية، إضافة
إلى الاضطرابات الاقتصادية، الاجتماعية، التعليمية والأسرية. وما يترتب عنها من سلوكاتمقدمـــــــــــــة
ب
غير سوية تأثر على الطفل كما نثير أيضا غلى عدم متابعة الأولياء لأبنائهم وكذلك لا
ننسى انخفاض المستوى التعليمي للوالدين الذي يؤدي إلى قلة الوعي لمستقبل الطفل، وهذا
ما ساهم في تفاقم وانتشار ظاهرة تشغيل الأطفال التي تعد من الظواهر السلبية في
المجتمع، لأنها تعمل الطفل أعباء ثقيلة تهدد سلامته وصحته ورفاهية، وتنتهك حقوقه في
طفولته آمنة