Résumé:
لقد تلقّف الفلاسفة المسلمون نظرية الفيض الأفلوطينية باهتمام كبير لما تكتسيه من أهمية بالغة في تفسير عملية الخلق وضمان الوحدانية وخصائص الألوهية وصفاتها، حيث أن الفيض (الصدور)، كنظام روحاني، يعمل على تنظيم حركة الإنتاج من الواحد إلى باقي الأقانيم، والعمل أيضا على إبقاء الواحد متماسكا في وحدانيته ومحافظا على مفارقته للموجودات. ويعد الفارابي أوّل من دشن دخول هذه النظرية إلى العالم الإسلامي وأبرز من أعاد صياغة أسسها وفق نظام تراتبي يتدبّر الوساطات بين الإله والعقل والنفس والطبيعة ويضمن انسجام النظام مع نفسه، وكذلك مع وحدة الواقع. فهل سيعرض الفارابي نظريته بطريقة أكثر تطورا ترافق تجلّي الفيض بطريقة إبداعية أم أنه سيكتفي بالتماثل وتكرار تصور الفيض حسب نموذج أفلوطين؟ وما هي حدود تفعيله لمقاربات فلسفية تتواءم مع ما تقرّه عقيدته الدينية فيما يتعلق بفعل الخلق؟