Résumé:
إن الحديث عن الآثار الرومانية في الجزائر أو البلاد المغاربية بصفة عامة ، يحجب
عنا أثار ما قبل الرومان أو التي عاصرتها ، والبحث عنها كان يستلزم دراسات أثرية
للعمارة الرومانية ، وظلت تقنيات العمارة البربرية مجهولة تقريبا أزيد من قرن ونصف
قرن من البحوث الأثرية ، لكن الآثار المتناثرة هنا وهناك في البلاد المغاربية تؤكد بما لا
يدع للشك وجود هذه العمارة والنماذج المتبقية منها في مجملها معابد وأضرحة تقع خارج
المدن ، وتتجلى التقاليد المعمارية البربرية ( النوميدية ) بشكل واضح في الأضرحة الملكية
التي تطورت عن القبور والبازينات و المعالم الجنائزية والتي انتشرت أيضا في كامل
أقطار العالم ، شهدت الكثير من الإختلاف في طرق وتقنيات بنائها ، ولكن الهدف واحد
وهو عقائدي متمثل في دفن الموتى خاصة الملوك . ولعل خير دليل على ذلك الأهرامات
المصرية التي مازالت شاهدة على ذلك ليومنا هذا .
كما انتشرت هذه المعالم في الجزائر بشكل واسع لا تعد ولا تحصى وهي موزعة على كل
مناطق التراث الجزائري مثل ضريح الخروب ، وضريح المدغاسن و ضريح تيبازة التي
تعود لفجر التاريخ . وإذا ذكرنا تيارت يتبادر للأذهان جدارات فرندة و التي تعكس بعدا
حضريا للمنطقة سواء من ناحية أصولها التاريخية أو من حيث قيمتها الأثرية ، لذا كانت
محل دراسة لدى الكثير من المهتمين و الباحثين منذ مطلع القرن التاسع عشر إلى غاية فترة
ما بعد الإستقلال وهي اليوم بحاجة إلى المزيد من الأبحاث والدراسات التاريخية والأثرية
وال ّتي تستغل كمصدر تاريخي وثقافي وسياحي.