Résumé:
يعتبر الاتصال ظاهرة اجتماعية صاحبت الإنسان منذ القدم، تغيرت وتطورت المفاهيم
والتصورات حوله، بظهور تكنولوجيات وتقنيات أعطت هذا الأخير صيغة جديدة لمفهوم
الاتصال، ويعد ميدان تكنولوجيا الاتصال و المعلومات من أكثر الميادين تسارعا في التطور
فقد أدى ربط وسائل الاتصال مع وسائل معالجة المعلومات إلى خلق نظام اتصالي مبني
وتكنولوجيا المعلومات مما ساهم في إطلاق ثورة إعلامية و معلوماتية أبرزت إمكانيات
عالمية في التواصل مع الجمهور وسرعة غير مسبوقة في إيصال الرسائل إلى أي مكان في
العالم .
تغيرت فرضيات ومسلمات الاتصال حيث ظهرت العديد من النظريات الجديدة حول
تكنولوجيات، الاتصال لتواكب التغيرات و المستجدات التي طرأت على العالم ولعل ابرز
مستحدثات هذا العالم ،"الانترنت" التي شغلت حيزا كبيرا من الدراسات الأكاديمية الحديثة
وأصبحت تقتحم حياتنا اليومية والاجتماعية بفضل ما تقدمه من معارف وخدمات كونها
تشكل إحدى الرهانات الثقافية خاصة لدى المجتمعات النامية، حيث كسرت كل الحواجز
بفضل التدفق الهائل للمعلومات وتطورت تقنيات الواب، ما ساعد على بروز وانتشار
محركات البحث والمواقع الالكترونية على أشكالها وألوانها من مدونات شخصية وشبكات
المحادثة ،فغيرت مضمون وشكل الإعلام الحديث وخلقت نوعا من التواصل بين أصحابها
ومستخدميها من جهة و بين المستخدمين أنفسهم من جهة أخرى.
مدة الثورة المعلوماتية شكلت المبتغى لها اتجه إليها الأفراد قصد مواكبة المهارات
الاتصالية في المجال الرقمي ،خصوصا بعد أن ظهرت مواقع جديدة سميت بمواقع التواصل
الاجتماعي والتي تصنع الحدث الاجتماعي و الاتصالي في حياة الناس في وقتنا الحالي.
تعتبر هذه المواقع الأكثر انتشارا على شبكة الانترنت مما تملكه من خصائص تميزها
عن باقي المواقع الالكترونية ، فهي وسيلة مهمة للالتحام بين الأفراد والمجتمعات ،وتقريب
المفاهيم والرؤى مع الآخرين والاطلاع والتعرف على ثقافات الشعوب المختلفة، إضافة
لدورها الفاعل و المتميز كوسيلة اتصال ناجعة، من خلال تجسيدها لمفهوم الاتصال
ومساهمتها في بناء الشبكات الاجتماعية الافتراضية، من بينها "تويتر" و "الفيسبوك" ومقدمة
ب
غيرها، ويأتي الفيسبوك في صدارة هذا الموقع نظرا لنجاحه الكبير في دعم فكرة التواصل
مع الأصدقاء والحفاظ على العلاقات بين الطلبة وهي الفكرة الأولى التي انطلقت منها
سيرورة ظهور هذه المواقع التواصلية ، كما أنه أثر في شخصياتهم ونمط تفكيرهم ولغة
تواصلهم ومستوى أداءهم المهني في فضاء العمل خاصة بالنسبة للذين يستخدمونه بشكل
مفرط وفي كل أوقاتهم اليومية وكذا المجال الشخصي والمهني مما يحيلنا الى السؤال
الجوهري وهو علاقة الفرد بهذه المواقع ولكن في فضاء خاص وهو مجال العمل وكيف
يؤثر على الأداء المهني .
وفي إطار هذه الأبعاد تتبلور مشكلة الدراسة وأهدافها، والتي جاءت في الإطار
المنهجي للدراسة، بدء من تحديد الإشكالية وعرض تساؤلاتها وفرضياتها ،أسباب ودوافع
اختيار الموضوع، أهداف الموضوع، أهمية الموضوع، مرورا بتحديد المفاهيم
والمصطلحات، منهج الدراسة ،أدوات الدراسة، حدود الدراسة، الخلفية النظرية والدراسات
السابقة، ثم تناولنا نقاط أخرى، فهذا الجانب وجد لإعطاء تفاصيل عن الدراسة من ناحية
المنهجية وفق أسس علمية، ويتناول الإطار النظري فصلين الفصل الأول ماهية مواقع
التواصل الاجتماعي تحتوي على عنصرين أولا شبكات التواصل الاجتماعي، النشأة ،
التعريف والخصائص، ثانيا موقع الفيسبوك كذلك النشأة و التعريف والخصائص ايجابيات
وسلبيات الموقع، مرورا إلى الفصل الثاني الذي يحتوي على بيئة العمل والأداء الوظيفي،
أولا ماهية بيئة العمل ،المفهوم والأنواع والعناصر، ثانيا ماهية الأداء المهني، المفهوم،
العناصر، الأهداف والأهمية و الاتجاهات النظرية للأداء الوظيفي، ويعرض الإطار
التطبيقي في تحليل البيانات الميدانية بدءا بتفريغ البيانات وصولا إلى النتائج العامة
للدراسة