Résumé:
تعد الفنون التشكيلية ترجمة حقيقية للتجربة الوجودية للفرد والجماعة باعتبارها أداة جمالية للتعبير عن المسارات الحضارية للجماعة وكذا الوعي الشعوري للفنان، والجزائر تسخر بثراء فني سجل عبر صفحاته بالريشة واللون محطات تاريخية عبرت عن نظمه الحياتية وسلوكاته اليومية التي رسمت تجربته الوجودية الكبرى إلى درجة أن أحد النقاد الغربيين وصف الفن الجزائري بعبارة راقية: "إن رسامي الشرق كانوا من بين أفضل أولائك الذين تمكنوا من تحويل أناملهم إلى عدسات". وتعد الفنانة الجزائرية باية محي الدين (1931-1998) رمزا من رموز الفن التشكيلي الجزائري بأعمالها التي طبعت القرن العشرين بوسمة فنية رائدة في الجزائر وفرنسا والعالم العربي حيث إن الكثير من أعمالها محفوظة في مجموعة الفن الساذج في لوزان بسويسرا. يتجه عمل باية التشكيلي نحو البساطة والسذاجة منذ أن كان عمرها ثلاث عشرة سنة بالإضافة إلى أنها فنانة خارج التصنيفات المدرسية للفنون التشكيلية حيث أن تأثرها بالفنان التكعيبي الاسباني بابلو بيكاسو واشتغالها معه جعل جميع أعمالها تميل إلى حد ما إلى الفن التكعيبي وأغلب لوحاتها تشير إلى هذه الرؤية ولقد عرضت أعمالها لأول مرة على الجمهور الفرنسي سنة 1947 ، كما قام بيكاسو سنة بعد ذلك برسم مجموعة لوحاته تحت عنوان نساء الجزائر والتي نالت إعجابا منقطع النظير لهذا الفن البدائي العفوي والساذج . إن الهدف من هذه الدراسة هو البحث في الظاهرة الجمالية للوحات الفنية التي تستهدف المتلقي من جهة، والبحث كذلك في الأثر الفني لأيقونات الرسم التشكيلي عند الفنانة باية . وتأسيسا على ما سبق يطرح إشكال معرفي مهم يفرض نفسه بإلحاح : كيف تشكلت التجربة الفنية التشكيلية للفنانة باية ؟ أين يظهر الإبداع في هذه التجربة ؟ كيف يمكن استثمار هذه التجربة ؟ تشكلت التجربة الفنية التشكيلية للفنانة باية من خلال الأطوار التطورية التي مرت بها والتي كانت حافلة بالانجازات الفنية. يظهر الإبداع في هذه التجربة من خلال إيقونات البساطة والسذاجة التي طبعت جميع أعمالها مثل امرأة وطائر في قفص، العازفة والعود، الشابة والطاووس. يمكن استثمار هذه التجربة من خلال خلق مدرسة فنية جزائرية بأنامل البايات الجدد أو المدرسة البايوية.