Résumé:
لا جرم أنّ الاستعمار الفرنسي للجزائر لم يكن اقتصاديا وسياسيا فحسب بل كان يهدف بالدرجة الأولى إلى القضاء على الإسلام وطمس ثقافة الشعب الجزائري وتاريخه وحضارته ، فاتبع سياسة التقتيل والتجويع والتجهيل والتدمير، مما أدى إلى تراجع الفنون المحلية. وهكذا سحقت فرنسا الشخصية الفنية الجزائرية مفسحة المجال لانتشار فنونها الغربية، ثم روّجت في أوساط الأجيال الصاعدة أنّ الجزائريين بدائيون لا تاريخ ولا حضارة لهم ، وأنّها صاحبة فضل في إنقاذهم من آفة التخلف. ومع أنّ الجزائر تحررت سياسيا فإن الثقافة الغربية ظلت متجذّرة في أعماق حركاتها التقدمية لاسيما عند أنصار الاستغراب في الفن الذين وقعوا في أسر التبعية والاستيراد والتقليد، وقدّموا أعمالا بلا هوية متجاهلين أن الفن مرتبط بالتاريخ والأرض والإنسان. لذا بات من الواجب تأصيل الفن وتوظيف التقنية الغربية كغنيمة حرب واستعمالها فيما يغني الهوية القومية للصمود في وجه العولمة. ونسعى من خلال هذه الدراسة إلى إبراز الصراع القائم بين دعاة الاستغراب ودعاة التأصيل والتطرق إلى عينات من الأعمال الفنية الجزائرية التي نجحت في إثبات الهوية الثقافية والانتماء الحضاري لبلوغ العالمية انطلاقا من المحلية .