Résumé:
يقوم التأسيس الجمالي للعرض المسرحي على عدة مرتكزات تشكل عناصر تركيبه، وتمظهرات اشتغاله، وتجليات قدرته على تقديم مضمون فكري ضمن صوغ جمالي فني يراعي شروط التمسرحLa théâtralité، ويمكن اختزال عناصر التركيب الجمالي في العرض المسرحي إلى أربعة مستويات أساسية، تتقاطع وتتراكب لتقدّم كُلّيَة الإنجاز المسرحي، وهي: جمالية الفضاء المسرحي، وجمالية الاشتغال التقني، وجمالية الأداء التمثيلي، وجمالية الكتابة الدرامية. وهي العناصر التي تضعنا أمام التراتبية المنطقية لتلقي مستويات العرض المسرحي، ذلك أن أول ما يواجه المتلقي هو الفضاء، الذي تؤثثه أدوات الاشتغال التقني من إضاءة وديكور ومؤثرات صوتية وملابس وأشياء ركحية...، يعبره ممثل يؤدي أدوارا (لعب تمثيلي)، ويتلفظ حوارا/ حوارات (الكتابة الدرامية). وعبر هذه التنسيقية التكاملية في عناصر تركيب العرض، تتمظهر تجلياته الجمالية.. وستركز هذه الورقة البحثية على جمالية التفضيء في المسرح الجزائري، حيث ترصد مختلف الاقتراحات الجمالية التي يطرحها المخرجون بصدد الفضاء، تتجاوز من خلالها البنية الكلاسيكية للفضاء وصورته النمطية التي تقوم في الغالب على محاولة استنساخ الواقع، ويمكن في هذا الصدد تمثل جمالية التفضيءspatialisation من خلال: الفراغ ، والتجريد ، والعجائبي ، والتراثي.