Résumé:
يعتبر التراث منتوج انساني يعكس أفكار المجتمع واتجاهاته وهو مظهر من مظاهر الابداع
الفردي والجماعي للأمة من خلال تاريخها الطويل، كما يعد الت ا رث أفضل تعبير عن الهوية
الثقافية للشعوب ومقوماتها الشخصية ويشمل الت ا رث اشكالا متعددة ثقافية وفنية وفكرية متوارثة
من ماضي الأمة القريب والبعيد وهو عطاء من صنع الانسان يتجسد في شكله اللامادي الذي
يكون عبارة عن مختلف المعارف والممارسات والابتكا ا رت غير الملموسة كالأساطير والفلكلور
والأمثال والحكم، كما يتجلى في شكل اخر يعتبر ماديا ملموسا كالجواهر وسائل المعيشة
متطلبات الزينة الأسلحة والألبسة والمعالم الأثرية كالمباني ذات الطابع المدني منها البيوت
والقصور، العسكري كالحصون والثكنات والسجون ، العمومي كالحدائق والجسور، الديني
كالكنائس والجوامع والمساجد.
اقترن وجود المساجد في بعد وظيفي تجلى في جانبه الديني والعرفي والقضائي ومختلف
الشعائر الدينية ، الذي كانت المجال الخصب لباحثي علم الاجتماع الثقافي الذين درسوا
التجمعات التي تحدث داخل هذا الفضاء وكذا مختلف الروابط التي تجعل الفرد جزء من نسيج
اجتماعي وثقافي معين، غير أنها في فترة معينة شغلت حي ا ز كبي ا ر من اهتمامات الباحثين
الأنث روبولوجيين الذين درسوا الإنسان وعلاقته بهذا المعلم الديني كمكون أساسي في بناء
سلوكياتهم اليومية والسمات التي تميز مجتمعاتهم، وكذا المعماريين الذين يصبون أبحاثهم
ود ا رساتهم من أجل استلهام التصميمات والأشكال والنقوش والرسومات، والأثريين الذين درسوا
هذا المعلم في جانبه الحضاري والقيمي الذي يعطي ميزة تختص بتلك الحقبة أساسا وتميزها
عن باقي الحضا ا رت وتحدد عمرها الوجودي، إضافة إلى المؤرخين الذين جعلوا من هذه
المساجد مقصدا لأبحاثهم من اجل ربط الحاضر بالماضي سواء افتخا ا ر من اجل استحضار
الأمجاد أو للحاجة العلمية وفق منهج يجعل من هذه الابحاث مادة موثقة عبارة عن تسلسل
5
زمني يعطي أبعادا خاصة تتعلق بفترة معينة يقينا منهم ان التاريخ هو ذاكرة الأمة وهو الذي
يصنع حاضرها و يضيئ مستقبلها.
باعتبار مدينة مستغانم نالت نصيبا واف ا ر من تعاقب الحضا ا رت عليها ساهم في نشر مظاهر
لبنايات ومعالم منها ما لا ا زل قائما يحكي تاريخه ومنها من اختفى لأسباب وظروف مختلفة،
ومنها من لا ا زل يحتاج البحث غير أن المدينة وحسب المؤرخين لم تعرف ازدها ا ر كبي ا ر في
الجانب العم ا رني إلا خلال الفترة الإسلامية على غ ا رر الفترة المرينية ، حيث تمثل وجود هذه
الأخيرة فقط في مسجد واحد يبقى الشاهد الوحيد على التواجد المريني في المنطقة وكذا الفترة
العثمانية والتي نالت القسط الأكبر من التواجد العم ا رني بالمنطقة وبهذا رسخت هاتان
الحضارتان لوجودهما التاريخي في المنطقة وطابعهما الإسلامي من خلال المساجد المنتشرة
في المنطقة والتي نالت قسطا واف ا ر من البحث العلمي والتاريخي وذلك من اجل حفظ تاريخ
المنطقة وتوثيقه . سنحاول من خلال الد ا رسة التي سوف تسلط الضوء على المساجد العتيقة
لمدينة مستغانم تقديم عمل سمعي بصري المتمثل في روبرتاج ثقافي.
قسمنا موضوعنا إلى ثلاث أطر: الإطار المنهجي تضمن أسباب اختيار الموضوع وأهمية
الموضوع وأهدافه، وكذلك التعريف بالموضوع اولنوع الصحفي المختار، كما تطرقنا في الإطار
النظري إلى الروبرتاج المصور حيث ذكرنا أبرز تعاريفه وخصائصه وتصنيفاته وأنواعه وبنيته،
أما الإطار التطبيقي تناولنا فيه لم ا رحل إنتاج هذا الربوبرتاج المصور من البداية إلى غاية
اخراجه