Résumé:
مستغانم أو مسك الغنائم كما سميت إحدى ولايات الجزائر تقع في الجهة الشمالية على
شاطئ البحر الأبيض المتوسط مدينة تنام بين جبل و بحر تتوسد خضرة الغابات بنيت منذ
القدم تجد فيها هواءا لطيفا لا يوجد في مدن الجزائر.
تعتبر مدينة مستغانم من المدن الجزائرية التي مازالت تحتفظ في بعض أجزائها بطابعها
العمراني و المعماري المميز لما تحتويه من آثار إسلامية قائمة ترجع إلى فترات تاريخية
مختلفة،و إذ كانت بعض المدن لفتت الأنظار من خلال معالمها فاتجهت إليها يد العناية
و تناولها العديدون بالبحث و الدراسة فإن مستغانم تنفرد بميزة لم يتم الالتفات إليها من قبل
بشكل جاد، و هي تتوفر على عدد كبير من المعالم و المواقع الأثرية و لعل أبرزها تلك
المواقع التي ترجع إلى الفترة العثمانية و التي مازالت واقفة على استحياء وسط المتغيرات
المستمرة و التطور السريع لعمران المدينة.
و إذا نظرنا إلى مخلفات هذه المدينة و آثارها المعمارية في هذه الفترة وجدناها شاملة
لكل أنواع العمارة فهي ما بين المنشآت الدينية كالأضرحة و المدنية كالمنازل و القصور
و الحمامات و المنشآت العسكرية كالحصون و البروج و الأسوار.
و رغم الجهود التي بذلت في السنوات الأخيرة من اجل أحياء و ترميم البعض من هذه
المعالم إلا أنها جهود لم ترق إلى الهدف المنشود و ذلك أن ميدانها لا يزال بكرا و ما تزال
فيه جوانب متعددة تنتضر من ينفض عليها الغبار ذلك هو الهدف الذي قادنا إلى المساهمة
و لو بجزء بسيط في إثراء السجل الحضري للبلاد.
كانت مدينة مستغانم قديما بحاجة إلى التحصينات العسكرية من خنادق و أسوار و ما
يتخللها من أبراج و مداخل و كل من شأنه أن يزيد من قدرة و قوة المدينة على الدفاع.
يعتبر برج الترك من بين أهم المعالم الأثرية التي استعملت في العصر القديم كوسيلة
للحماية من الأعداء و الأيادي الخارجية حيث تميز بقوته الدفاعية و مكن المدينة من امتلاك
قوة عسكرية و من خلال موقعه الاستراتيجي كانت مدينة مستغانم دائما محمية من
الهجومات ضد الاسبان.
و من اجل ذلك ارتأينا أن، ننجز هذا البحث و المتمثل في تسليط الضوء على هذا الإرث
الحضاري العريق و ذلك من خلال تطبيق تقنية الريبورتاج و الذي سنتمكن من خلاله من
معرفة الخلفية التاريخية لهذا الحصن العسكري و الغاية من بنائه