Résumé:
لقد حاولنا في هذه الدراسة التعرف على معظم التقاليد التي كانت سائدة في المجتمع التقليدي وكذا التغير الحاصل بها ، وقد ركزنا على العادات و التقاليد التي كانت سائدة قبل خمسين سنة فاكثر ، كما سجلته ذاكرة النساء اللواتي عايشن تلك المرحلة معايشة طويلة ، وأصبح ممكنا لهن ترسيخها و الاحتفاظ بها في الذاكرة ، لأن الذاكرة في هذا النمط من المواضيع هي الطريقة المثلى التي يمكن من خلالها الوصول الى المعطيات وكذا مقارنتها بالتقاليد التي تقام في الوقت الحالي ، و الاثر الناجم عن هذا التغير الاسري . وكانت دراسة وصفية لتقاليد الزواج في الثقافة التقليدية المتغيرة في المجتمع لمعرفة صور التغير وما صاحبها من تأثير على عادات الزواج ، ومن يقوم هذا البحث على فهم التقاليد كظاهرة اجتماعية يتم توارثها من السلف الى الخلف ، من خلال نقل و تأثير الجوانب الثقافية و الاجتماعية التي تشكل الواقع الحقيقي لثقافة أي مجتمع ، والضغوط المتنوعة التي أدت في بعض الاحيان الى تفاوت درجات الالتزام بين جيلين مختلفين أي جيل الاباء وجيل الابناء.
وقد تضمن القسم النظري في هذه الدراسة الي التعريف بالمجتمع التقليدي و الخصائص البنيوية و الوظيفية التي تتميز بها الاسرة في الوقت القديم عن الاسرة في الوقت الراهن والى الزواج وكيف يتم اختيار الشريك ومن صاحب السلطة في اتخاذ مثل هذه القرارات ، والعوامل التي أدت الي التغير الاسري و الاثار التي نجمت عنه ، وقد اعتمدنا في هذه الدراسة على المعاينات الميدانية التي يتم من خلالها استنطاق معطيات الواقع من اجل فهم الموضوع و الاعتماد على أدوات البحث العلمي للوصول في نهاية المطاف الى نتائج دقيقة من خلال عرض وتحليل المعطيات ، ومن بين النتائج المتوصل اليها أن لتقاليد الزواج قيمة اجتماعية بارزة داخل المجتمع ، فهي سلوك يكتسب ويمارس داخلها بطريقة تفرض عليهم الجماعة الاجتماعية المحافظة عليها ، فهي مظهر من مظاهر القيم التي لم تستطع حتى الفترة الزمنية البعيدة القضاء عليها أو التقليل من أهميتها .