دور الوسائط الإتصالية الجديدة في تشكيل الفضاءات العمومية الهامشية النسائية داخل الحيز الإفتراضي

Abstract

هدفت الدراسة الحالية إلى مقاربة المجموعات الفايسبوكية النسائية الجزائرية ، و محاولة معرفة إلى أي مدى ُتشكل هذه المجموعات فضاءا عموميا هامشيا داخل الفضاء السيبراني ، لا سيما بالنظر إلى الصعوبات التي تواجهها المرأة الجزائرية بشكل منتظم في ولوج الفضاءات العمومية الفيزيقية و الوسائطية. من المنظور الابستيمولوجي، اتكأت الدراسة على نظرية الفضاء العمومي الهامشي كناظم ابستيمولوجي أساسي. منهجيا تبنت الدراسة المنهج الوصفي ، من خلال الاعتماد على المسح الافتراضي، و استوظاف الاستبيان الافتراضي و المقابلة الافتراضية بغية جمع المعطيات من مجتمع البحث محل الدراسة. بالتوازي مع ذلك، و بإتباع أسلوب المعاينة غير الاحتمالية، قمنا بانتقاء 6مجموعات فايسبوكية بتدخل قصدي و مباشر و وفقا لمعايير و إستشراطات محددة سلفا. بعد ذلك تم نشر الاستبيان الالكتروني داخل فضاء المجموعات الفايسبوكية محل الدراسة ،و بعد فسح سقف زمني كاف للإجابة على الاستبيان، تحصلنا على 386 استبيانًا صحيحًا. ضمن نفس السياق ، أجرينا مقابلة مٌوجهّة و مغلقة عن طريق آلية التراسل الفوري التي تتيحها شبكة الفايسبوك مع مشرفي و وسطاء المجموعات الفايسبوكية محل الدراسة ؛و وفقا لذلك ، قمنا بإجراء 38 مقابلة مع المستجوبين. تأسيسا على الدراسة الاجرائية و الميدانية توصلنا إلى جملة من النتائج المتعددة ، من أهمها أن المجموعات الفايسبوكية محل الدراسة تُشكل فضاءات مفتوحة و سهلة الولوج تستوعب المستخدمات دون عوائق أو إكراهات. ضمن نفس المنحى، تستوظف المستخدمات الديناميات الاتصالية المتاحة كمجهولية الهوية و الاليات التفاعلية و اليات إنتاج و مشاركة المحتوى بكيفيات استراتيجية في تناول القضايا و الاشكاليات التي تُهمهّن ، ومعالجتها من زاوية نظرهن الخاصة. على صعيد آخر، وفرت هذه المجموعات الفايسبوكية مساحات مفتوحة و حيوية لبروز المستخدمات و تجليهّن عموميا. علاوة على ذلك ، أمنّت المجموعات محل الدراسة آليات عملية و فعالة مكنت العضوات من التفاعل مع واقعهن بكيفية نقدية ديناميكية عن طريق النشر والتعليق و مشاركة و تداول المضامين ذات المنزع النقدي . كما توصلت الدراسة إلى أن النقاشات البينية و التفاعلات الخطابية التي تجري داخل فضاء المجموعات الفايسبوكية تستجيب لحد مقبول من متطلبات النقاش العقلاني و الايتيقي و الصيرورة الحجاجية.