Résumé:
تستند هذه الدراسة، الموسومة ب"آليات تنظيم و أخلقة الممارسة الإعلامية السمعية البصرية"، إلى فلسفة القيم التي أنتجت الفكر البراغماتي كنمط للحياة البشرية و إلى فلسفة المسؤولية الإجتماعية كنظرية لوسائل الإعلام، ترتكز على فكرة مفادها أن الحرية حق وواجب و مسؤولية في نفس الوقت، وأن الرقي إلى مستوى الإحتراف في تقديم الخدمة العمومية يتطلب وعي العديد من مكونات مجتمع الحداثة و أول وعي هو ذلك الذي يرتبط بالمجتمع في كلياته من خلال قبوله بالديمقراطية الذي يمثل الإعلام جانبا منها، ثم وعي النظام السياسي بالدور الذي تضطلع به وسائل الإعلام و من ثمة المساهمة في ترقيتها، أما الوعي الأهم فهو وعي الصحفي من خلال إدراكه لمسؤولياته إزاء المجتمع و احترامه لأخلاقيات عمله.
وبعد التحليل النقدي للنصوص التشريعية المنظمة لقطاع الإعلام في الجزائر، و فق المراحل المنهجية المتعارف عليها علميا و بعد النقاش العلمي المستفيض حول الآليات الكفيلة بتنظيم و أخلقة الممارسة الإعلامية السمعية البصرية في الجزائر مع عينة من الخبراء و المختصين و المهنيين، تمكنا من وضع تصورات شاملة و دقيقة لكل المتغيرات المؤثرة في سيرورة العمل الإعلامي لنخلص إلى طرح نماذج خاصة بآليات ضمان المسؤولية الإجتماعية لوسائل الإعلام تشمل كل عناصر العملية الإتصالية بما فيها القائم بالإتصال و الرسالة و الوسيلة و الجمهور أيضا، لتكون بذلك دراسة شاملة و عميقة.
بالإضافة إلى ذلك، تؤسس هذه الدراسة لمفهوم "الحق في بيئة إعلامية ملائمة" يتقاسمه الصحفي و الجمهور باعتباره حقا جامعا يكون أساس الممارسة الإعلامية المحترفة التي تحترم أخلاقيات العمل الإعلامي و تراعي مصالح الجمهور بالدرجة الأولى، بل و يمكننا القول أن غياب هذا الحق هو المشكل الأساسي في كل الدول التي مازالت تعاني من ممارسة متردية و غير مهنية للصحافة و الإعلام.
و عليه، فإن دراستنا هذه تربط بين الجوانب العلمية و الأكاديمية و الفكرية و الفلسفية و كذا المهنية لمهنة الصحافة و ذلك للخروج بنتائج عملية و ناجعة في مسألة تنظيم قطاعات الإعلام بكل فعالياتها.