Résumé:
إن أهم ما يمز مشروع قصيدة النثر الحداثي هو مخاطرتها، لأول مرة في تاريخ الأدب العربي، بتجاوز مفهوم الشعر نفسه و إعادة إخضاع اللغة لمتطلبات المرحلة الجديدة، كما تبدو محاولة التواؤم مع روح العصر إذ تحاول تغيير مراتبية العناصر المكونة للشعرية العربية حيث يصبح السياق هو المحدد الأول للشعرية، صنّف أنسي الحاج قصيدة النثر انتفاضة على الصرامة و القيد، مستنكرا الاحتماء بالماضي، و عدّه انغلاقا على الذات، و أكّد أنه ليس في الشعر ما هو نهائي، ما دام صنيع الشاعر خاضعا أبدا لتجربة الشاعر الداخلية فمن المستحيل الاعتقاد أن شروطا ما أو قوانينا ما هي شروط و قوانين خالدة، كما ركز أنسي على التلقي السائد، و تلقي المحافظين