Résumé:
حاول الباحث معرفة الدور الذي تلعبه وسائل الإعلام وخاصة تلك المتعلقة بالإعلام الجواري متمثلة في الإذاعات المحلية باعتبارها الأقرب من المواطن والأقدر على التقاعل مع المواطنين على اختلاف أصنافهم ، معرفة دورها في المساهمة في بناء وتشكيل فضاء عمومي مواطن (مجاور) هو الآخر. فضاءً تطرح فيه مجموعة القضايا التي تهم المواطن (اجتماعيا، ثقافيا وسياسيا...) للنقاش الحر الذي يشارك فيه الجميع - دون حرمان أحد راشد مهتم من ذلك- وبشكل ديمقراطي للوصول إلى اتفاق حول تلك القضايا.
يتطلب البحث عن تشكل هذا الفضاء الجزئي (لأنه في الغالب يهتم ينوع معين ومحدد من القضايا ) والأولي (لأنه يتكون بجوار المواطن ) بحثا عن مجتمع مدني فعال مجتمع مدني تمثل لجان الأحياء خاصة والجمعيات المختلفة بصورة عامة بعض صوره بما تلعبه من دور في تقريب المواطنين من بعضهم، وحملهم على الالتفاف والمساهمة في مناقشة القضايا والمشاكل اليومية المختلفة قصد إيجاد حلول لها.
ويتطلب البحث عن هذا الفضاء-المواطن، وتتبع بعض أثار وجوده، بحثا عن الوسائط المناسبة والمتمثلة هنا في الإعلام الجواري عموما وفي الإذاعة المحلية على وجه الخصوص، حيث لم يعد الاتصال الشخصي الذي لعب في وقت سابق دور الوسيط في التقريب بين أعضاء الجمعيات أو اللجان والتعريف بنشاطاتهم وحمل الآخرين على التفكير والمساهمة فيها مجديا وكافيا، لأنه وبظهور الإعلام الجواري كإعلام يهتم بالقضايا الجوارية، أصبح بإمكان هاته الجمعيات واللجان التعريف بنفسها وبأعمالها من خلال وسائل الإعلام الجماهيرية.
ويتطلب ثالثا البحث عن وجود أثار لما يمكن أن نطلق عليه رأيا عاما بوجود قضايا ووجود نقاش حولها، وعادة ما يهتم المواطن بالقضايا القريبة منه والتي لها تأثير مباشر على حياته اليومية كقضايا (البيئة، المخدرات، التلوث...) لذلك سيسعى بشكل أو بآخر إلى الانضمام إلى حلقات النقاش التي توفرها " الجمعيات المختلفة " وتروج لها "الإذاعة المحلية" فيبني بذلك فضاء عاما جواريا عرفناه " الفضاء العمومي – المواطن" له مميزاته وخصائصه التي قد تتشابه وقد تختلف عن فضاء يورغن هابرماس " Jürgen Habermas