Résumé:
ملخص المذكرة
قال الله تعالى : ﴿اُدْعُوهُ مْ لِأَبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ الله﴾ "الأح ا زب الآیة 05 "، وقال
صلى الله علیه وسلم : "من ادعى إلى غیر أبیه وهو یعلم أنه غیر أبیه فالجنة علیه ح ا رم"
رواه البخاري ومسلم، كما حثت الشریعة الإسلامیة على المحافظة على الأنساب، وجعلت
ذلك مقصداً من مقاصدها (حفظ النسل).
ویكتسي موضوع النسب أهمیة بالغة في القوانین الوضعیة العربیة وفي الأدبیات
الدینیة لارتباطه بعدة معطیات اجتماعیة وثقافیة وشرعیة وأخلاقیة وعلمیة، لاسیما في ظل
التطو ا رت العلمیة الحاصلة في مجال الإثبات والإثبات الجنائي والأبحاث العلمیة الموجهة
لمعرفة خبایا التكوین الجنیني والولادة والأنساب، ولاسیما أیضا في ضوء الجمود الذي یكتنف
النصوص الوضعیة والتناقض في الاجتهادات القضائیة المتمحورة حول طرق إثبات النسب.
وتبدو التحولات السوسیوثقافیة الحاصلة في المجتمعات العربیة، والتغی ا رت في البناء
الاجتماعي للأسرة دافعا أساسیا وموجها رئیسیا لاهتمام الباحثین والأكادیمیین والعلماء
والفقهاء لمعرفة الوسائل العلمیة الكفیلة بإثبات الأنساب وإلحاقها بم ا رعاة تلك الوسائل
ومناقشة الأدلة الفقهیة على ذلك في رؤیة اجتهادیة معاصرة تأخذ في الحسبان الأبحاث
العلمیة الحدیثة لتكون أرضیة فقهیة علمیة یستند إلیها قضاء الأحوال الشخصیة العربي
وتشریعات الأسرة والحالة المدنیة من أجل توحید الفكر التشریعي والاجتهاد القضائي
والاستفادة من التنوع المذهبي في فقه الأنساب بشكل یستوعب الخبرة الفقهیة التاریخیة حول
وسائل إثبات النسب والتطور التكنولوجي للوصول إلى دمج الوسائل الشرعیة والعلمیة معا
لتكوین رصید فقهي اجتهادي یحسم الجدل حول هذه المسألة.
وسنقوم في هذه المذكرة بتحلیل ومناقشة بعض النصوص الشرعیة والاجتهادیة حول موضوع
نسب الطفل ومدى حجیة البصمة الو ا رثیة في إثبات النّسب ونفیه.