Résumé:
اهتم كثير من الشعراء بالكلمة الشّعرية وحظيت بكثير من العناية والدراسة والتّفصيل في مفهومها؛ لأنّ اللغة الشعرية هي هوية الإبداع الشعري، وهي مرتبطة بثقافة الشاعر وبمرجعياته الفكرية وبكل العوامل الذاتية والموضوعية، التي تساهم في تجاربه الشعرية المنتمية لسياق تاريخي أو اجتماعي أو ثقافي معين، فلغة الشعر تتميز عن غيرها من اللغات المستعملة عند العامّة ، فالشاعر ينتقي ألفاظا تحمل مدلولاتها في سياقها اللّغوي وما تحمله من صور إيحائية.
فخروج اللغة الشعرية عن اللغة النّمطية (المعيارية)، تكتسي طابع الشّاعرية بانزياحاتها التركيبية والدلالية وهي شتى صور الانزياح، لما تحمله من صور إيحائية ومجازية.
اتّسمت القصيدة الجزائرية المعاصرة بآلية توظيف شعرائها المعاصرين أمثال الشاعرين محمد مصطفى الغماري ويوسف وغليسي لمبدأ الانزياح، أي خروج المبدع عن النسق المثالي المعروف؛ ليحقق من ذلك وظائف أسلوبية وجمالية وكذا ظاهرة التناص باستدعاء الماضي بوصفه مرجعا أساسيا في بناء النص الشعري.