Résumé:
يدرس هذا البحث موضوعا هاما من مواضيع الأدب الشعبي الجزائري ممثلا في الحكاية الشعبية، حيث ألقينا الضوء عل بيئة من بيئات الحكي الشعبي الجزائري بالضبط ولاية مستغانم، وبذلك ربطنا بين معطيات المنطقة الجغرافية والتاريخية والفولكلورية، والإنتاج الأدبي لإنسان المنطقة باعتبار أّنّه من الصعب استقراء هذا الإنتاج بعيدا عن أهل المنطقة، وبفضل العمل الميداني تمكنا من الوقوف عند جملة من الحقائق ذات الصلة بطابع الحكي الشعبي في المنطقة، كواقعه وموضوعاته ووظائفه وما قدّم من بنود التحليل والتمثيل، التزاما للصدق والموضوعية.
وبعدما اخترنا عينات من الحكايات الشعبية تمّ استقراء نصوصها استقراءً عاما لضبط هيكلها الخارجي أولا ثمّ استنطاق نصوصها مركزين على المقومات الفنية بدءًا بالوصف، الذّي يلعب دور الإبراز والتجسيد، إلى السرد الذّي يعتبر أهم العناصر المكونة للعملية السردية في الحكاية إذ يقوم عل نسج الكلام في صورة حكي، وصولا إلى الحوار الذّي يعدّ أساسا رسم الشخصيات ورفع الحجاب عن أحاسيسها ومشاعرها، فاستنطاق النصوص بعيدا عن الشخصيات والزمن والمكان فيه نوع من الإجحاف، خاصة وأن هذه الوسائل الفنية مرتبطة ببعضها ارتباطا وثيقا يتبادل فيه الزمن والمكان التأثير والتأثر، والشخصية هي الأخرى واقعة تحت تأثيرها المزدوج وهي ركن أساسي في أي عمل حكائي إذ لا يمكن تصور حكاية من دون شخصيات .
عموما فإنّ العمل أردنا به التفاتة إلى الأدب الشعبي الجزائري لأنه ثري بمختلف الفنون وخاصة السردية كالحكاية الشعبية التّي تفرّدت بجملة من الوسائل الفنية جعلت نصوصها تعرف تكاملا وتطورا منهجيا مع نصوص الرواية في الأدب الرسمي .