Résumé:
يعتبر الإنسان هوالكائن الوحيد الذي يسعى للوصول إلى المعرفة إذ لا تتحقق هذه الغاية إلا باللغةولا يتم ذلك إلا بالاتصال مع بني جنسه ولا تبرز قيمة اللغة إلا باتصالها بالمعنى.
إذ يعتبر علم الدلالة علم فسيح المجالات، نظرا لاتصاله بالعلوم اللغوية المختلفة، بعد هذه الجولة البسيطة في رحاب اللسانيات، تطرقنا إلى مسألة العلامة اللغوية والتي تعتبر من أهم القضايا التي تطرح جدلا واستفسارات علمية منذ القديم إلى عصرنا هذا،إذ حاولنا من خلال بحثنا هذا المقارنة لظاهرة العلامة في التراث العربي " ابن جني" نموذجا ويقابله في الدراسات الحديثة الغربية " فرديناند دي سوسير". فالعلامة في نظر هذا الأخير توجد بين مفهوم وصورة سمعية وليس بين اسم وشيء والعلاقة التي تربط بين الدال والمدلول عنده هي علاقة اعتباطية
أما ابن جني الذي يعد من أوائل علماء اللغة الذين قدموا نموذجا متميزا في معالجة الظاهرة اللغوية من خلال اعتماده منهجا يقوم على الوصف والتحليل لكشف بنية اللغة وأصولها، وأشار أيضا إلى وجود علاقة وطيدة بين تقارب الألفاظ ومعانيها حيث أن اللفظة تحمل جزء من معناها، ولبناء هذا البحث المعنون ب العلامة اللغوية بين الثراث والربي والدرس اللساني الحديث دي سوسير وابن جني أنموذجا. اعتمدت الإجابة على عدة تساؤلات: ما حدود التقاطع بين العلامة عند ابن جني والعلامة عند دي سوسير؟ وكيف نظر ابنجني لقضايا اللفظ والمعنى؟
وللإجابة قسمت موضوع البحث إلى مقدمة، وفصلين، وخاتمة، وكانت المقدمة مشتملة على التنويه بالموضوع، والفصلين للإجابة عن الأسئلة والخاتمة ذكرت أهم النتائج المتوصل إليه.