Résumé:
الحنين غرض من أغراض الشعر العربي الحديث وقد ضرب فيه الشعراء بسهم وافر ، لأنه يعبر عن عاطفة إنسانية صادقة ، ويرتبط في الأغلب بتجربة الغربة وإذا نظرنا إلى الحنين كظاهرة في الشعر فسنجده طاغيا على الشعر العربي عامة ، حيث كانت بدياته في العصر الجاهلي واستمر حتى بعد الإسلام في المشرق وتطور عند شعراء الأندلس .
والحديث عن الحنين من قبل النقاد كثر تداوله ، فمعظم قصائد الغزل أو الرثاء أو وصف الطبيعة أو البكاء على الأطلال أو غيرها تضمنت في طياتها معاني الحنين .
يتضح لنا كذلك إذا نظرنا إلى شعراء المهجر لعبوا دورا أساسيا في النهضة الشعرية التي عرفها العالم العربي مطلع القرن العشرين ، بل أنهم كانوا رموز النهضة وصناعها ، نفضوا عن اللغة العربية غبار الماضي ، وأتاحوا للشعر العربي الانفتاح على التجارب الأدبية .
إن موضوع بحثنا هذا عنوانه "الحنين في الشعر العربي وشعر المهجر" وقد اتبعنا في بحثنا منهجا تاريخيا للخوض في تتبع مراحل تطور الحنين في الشعر وقسمناه إلى مقدمة و مدخل و فصلين و خاتمة المدخل تحدثنا فيه عن مفهوم الغربة وأنواعها ومفهوم الحنين لغة واصطلاحا ، أما الفصل الأول فقد عنون ب"الحنين في الشعر العربي " وفيه انتقلت على مر العصور الأدبية انطلاقا من الحنين في الشعر الجاهلي ثم الشعر الإسلامي و الأموي ثم الحنين في الشعر العباسي و الأندلسي أما الفصل الثاني المرسوم ب " الحنين عند شعراء المهجر " تطرقنا إلى نشأة مدرسة المهجر و خصائص شعر الحنين عند المهجرين وفي الخاتمة تطرقنا الى اهم النتائج التي توصلنا اليها في هذا البحث